إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح الناطق الرسمي الأردني حول دعوة العقيد معمر القذافي إلى عقد مؤتمر قمة عربي
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 625 "

تصريح الناطق الرسمي الأردني حول دعوة العقيد معمر
القذافي، رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس
الوزراء الليبي، إلى عقد مؤتمر قمة عربي. (1)

عمان، 20 / 7 / 1971

 

( الدستور، عمان، 21 / 7 / 1971 )

          يسرنا جدا أن ينعقد مؤتمر قمة عربي في أي وقت وفي أي مكان لبحث القضية المصيرية خاصة في هذه المرحلة الحاسمة بالذات لاننا في هذا البلد نعتز بكافة مواقفنا وسلسلة تضحياتنا وصمودنا وليس لدينا خلفيات نخفيها،، اذ حرصنا وسنظل على ان نكون واضحين في مواقفنا وسياستنا حتى بات الوضوح سمة مميزة للاردن في أقواله وافعاله.

          ولقد كنا نتمنى ان تتوفر للعقيد القذافي الشجاعة الكافية والادراك السليم لمفهوم العمل القومي عند معالجته للقضايا المصيرية، فلو توفرت له مثل هذه المفاهيم لبادر الى دعوة فورية لمؤتمر قمة يبحث جميع جوانب القضية والوضع العربي الراهن ليواجه العرب بذلك مسؤولياتهم القومية مواجهة عملية جادة بحشد الجهود وتنسيق الطاقات ليرصد كل ذلك لخدمة هدف التحرير بدلا من التلهي بقضايا مفتعلة صارت الجماهير العربية تدرك ابعادها وتعرف اهدافها وغاياتها.

          وان الاردن الذي يدرك خطورة ما يتهدد أمته، وجودا ومصيرا، من خلال معاناته لهموم القضية واعبائها، يرحب الان وفي كل وقت بقمة عربية تعالج أية قضية عربية في أي بلد عربي وتتصل بوحدة الجهد والرأي والعمل ليظل العرب في مستوى معركتهم وعند مسؤولياتهم القومية وواجباتهم الوطنية.

          وان ما نأسف له اليوم هو ان تجيء دعوة القذافي مرتكزة على أوهام وتخيلات لا تصلح اساسا لاتخاذ مواقف سليمة بناءة، فالزعم بوجود اوضاع متدهورة في الاردن هو أحد تخيلات القذافي وأكاذيب اذاعات ياسر عرفات والصحف التي يجود عليها بالاموال والهبات. ومثل هذه التخيلات والاكاذيب لا يمكن أن تكون أساسا لمواقف صحيحة وسليمة الا إذا كان البعض مصرا على جلب المزيد من الهزائم والنكبات للعرب باصراره على مزايدات الماضي وانحرافاته.

          الكل يعرف والجميع في هذا البلد يشاهدون ويعيشون بأنفسهم الهدوء والاستقرار واقعا يخيم على كل أجزاء الاردن. ومنذ يوم الخميس الماضي لم يعد في الاردن غير الاستقرار والطمأنينة والثقة بالمستقبل، بينما تنصرف الجهات المعنية الى وضع ترتيبات جديدة من شأنها ان تحول دون تكرار مخالفات الفدائيين وأن تجتث من بينهم كل العناصر المدسوسة والعميلة كتلك التي هربت الى قواعد انطلاقها في المنطقة المحتلة، ونحن نؤمن بأننا نغلق بذلك نهائيا كافة الثغرات التي كانت تنفذ منها عناصر الضعف التي اصابت العمل الفدائي نفسه وتمثلت في هرمية معكوسة وعدم انضباطية حادة، كما تمثلت بالارتزاق على حساب المناضلين الحقيقيين وبانحراف وعمالة باسم الفداء والعمل الفدائي.

          لقد أعلنا في الاردن بأننا ما زلنا وسنبقى متمسكين بروح اتفاقية القاهرة التي ترتكز اساسا على سيادة الدولة وحرية العمل الفدائي الحقيقي ضمن اطار هذا المفهوم الواضح والمحدد.

          اما اماكن تواجد الفدائيين كالمكاتب والقواعد وغيرها فهي متغيرات تخضع للظروف الموضوعية المتبدلة دائما للاحسن، وهي التي تشكل موضوع اهتمام الجهات المعنية الان في الترتيبات الجديدة للعمل الفدائي. اننا لنتساءل عما وراء صمت اولئك الذين يتهموننا بخرق اتفاقية القاهرة لتبدل متغيراتها، وعن دواعي صمتهم الطويل على خرق قرارات مؤتمر القمة والخروج عليها، بينما يعلم الجميع في الوطن العربي بأن الفدائيين، ومنذ اللحظة الاولى للتوقيع على تلك الاتفاقية، لم يتوقفوا لحظة عن شن حملاتهم الاعلامية المعادية علينا رغم النص صراحة في تلك الاتفاقية على وجوب وقفها والكف عنها مما لم يساعد الا على تمزيق الصف العربي وبعثرة الجهود والانشغال عن مقتضيات المعركة ودواعي الصمود.

          لقد آن الاوان لكي تقف بعض الحكومات العربية عند مسؤولياتها تجاه القضية المصيرية بالكف عن الانسياق وراء الغوغائية والتهويش اللذين لم يعودا على العرب خلال العشرين سنة الماضية بغير العار والهزيمة.

          ان العقل العربي مدعو اليوم وليس غدا الى التحرر من جدران التضليل والتجهيل ليغدو بامكانه العمل بعقلانية وجدية وصدق من أجل قضية مصيرية لا تحتمل الصراخ والتدجيل كما لا تحتمل المناورات والمزايدات.



(1) أفضى الناطق الرسمي الأردني بهذا التصريح ردا على سؤال لوكالة الأنباء الأردنية حول هذا الموضوع.

<1>