إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) مذكرة الهيئة العربية العليا لفلسطين إلى الدول العربية بشأن مسألة تهويد القدس
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 633- 635 "

هذا الحائط طمعا في إزالة المسجد الاقصى المبارك بأية وسيلة واقامة هيكل يهودي على انقاضه.

         ولما كانت المقدسات القائمة فعلا في القدس هي مقدسات اسلامية ومسيحية، بالنظر الى انتقاء وجود اي خلاف بين المسلمين والمسيحيين عليها فان هذه الحقيقة تنفي الحاجة الى التدويل نفيا قاطعا وتؤكد ان فكرة التدويل ناجمة عن الوجود اليهودي الطارئ في المدينة وهو، ادعاء اليهود الباطل لانفسهم بمقدسات وهمية.

         والهيئة العربية العليا لفلسطين اذ ترجو الدول العربية الموقرة، الحريصة على سلامة قضية فلسطين، دعم الشعب الفلسطيني في اصراره على انقاذ القدس وفي رفضه تهويدها او تدويلها مستندا في ذلك الى حقوقه الشرعية في ملكيته للمدينة، والى حقه في وطنه وصيانة كيانه ووحدة أراضيه، يهمها ان تسترعي النظر الى الاسس التالية:
         1 - ان القدس جزء لا يتجزأ من فلسطين وان سلامتها وعروبتها لا تجيز فصل قضيتها عن قضية فلسطين الاساسية ولا استثناء القدس من انسحاب القوات اليهودية المعتدية من الاراضي المحتلة.

         2 - لقد صدرت عدة قرارات عن الامم المتحدة ومجلس الامن الدولي ومنظمة اليونسكو اعتبرت جميع الاجراءات التي اتخذتها السلطات اليهودية لتبديل معالم القدس باطلة وطالبتها بالغائها فورا وبعدم القيام بأية أعمال اخرى تؤدي الى تغيير وضع القدس. ونظرا لعدم تنفيذ هذه القرارات فان الهيئة العربية تحض الدول العربية على التشدد في المطالبة بتنفيذها وعدم الاكتفاء بوضع حد للاجراءات اليهودية بل بالغاء جميع ما اتخذه اليهود من تدابير منذ حزيران ( يونيو ) 1967 بدلت من معالم المدينة.

         3 - ان موقع القدس الجغرافي والاستراتيجي العظيم الاهمية بالنسبة للضفة الغربية خاصة ولفلسطين عامة يجعل من تدويلها عملية خطيرة لا تستهدف انتزاعها نهائيا وحسب من اصحابها العرب بل ترمي الى السيطرة على سائر الضفة الغربية.

         وختاما فان الهيئة العربية ترجو من الدول العربية الموقرة معارضة اي حل لقضية القدس على حساب اصحابها العرب من مسلمين ومسيحيين من شأنه ان يؤدي الى تغيير معالمها التاريخية العربية الاصيلة، وان لا تدخر وسعا في سبيل صيانتها في حاضرها ومستقبلها والمحافظة على المقدسات والقيم الاسلامية والمسيحية فيها، وعلى ما لها من مكانة دينية عظمى ومنزلة تاريخية ممتازة في العالمين الاسلامي والمسيحي.


<2>