إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية إلى الملوك والرؤساء العرب حول العلاقة الأردنية الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 631 _633 "

        هـ - في 7 / 6 / 1970 كانت المحاولة الجادة والمصممة من قبل النظام الأردني لضرب الثورة فقد افتعلت الشعبة الخاصة وقوات الصاعقة الأردنية التابعة لها عدة حوادث اسندتها لفدائيين، وبدأت معارك عنيفة ولكن حكمة الثورة تغلبت على هذه الازمة التي انتهت بطرد المسؤولين عن الازمة والجريمة وهما الشريفان: ناصر بن جميل وزيد بن شاكر. الا ان النظام الاردني بعد هذه الاحداث والتي اشرف على انهائها وتصفية ذيولها مؤتمر طرابلس الذي أوفد الى عمان أربعة ممثلين عن الجمهورية العربية المتحدة والجزائر وليبيا والسودان ليضعوا حدا لمؤامرات النظام، ولقد توجت جهودهم باتفاقية 17 / 7 / 1970 والتي وضعت حدودا للسلطة وحدودا للعمل الفدائي.

        السادة الملوك والرؤساء العرب،
        ما كادت الاتفاقية الاخيرة توضع موضع التنفيذ حتى بدأت العراقيل والسدود تقف في طريقها، وكانت الحكومة الرفاعية في واد واداة واجهزة الحكم الحقيقية في واد آخر، وبدأت ولاول مرة في تاريخ المنطقة محاولات قتل جماعية لشعبنا بقصف المخيمات والاماكن الآهلة بالسكان بالمدفعية ساعات طويلة، مما اضطرنا الى ان نطلب عقد جلسة عاجلة لمجلس جامعة الدول العربية والذي كان من نتيجته ارسال لجنة عسكرية برئاسة السيد أمين شبلي الى عمان، واستقبلنا اللجنة وحاولنا ان نقدم لها من جانبنا كل التسهيلات الممكنة، ولكن اللجنة ووفد الثورة ووفد الحكومة الرفاعية آنذاك لاحظ ان الملك حسين لا يريد نقاشا مع المقاومة والثورة، وانه ينوي توجيه ضربة قاصمة للفدائيين في كل اماكن تواجدهم، وفي يوم الثلاثاء 15 / 9 / 1970 عقد اجتماع مشترك ضم الحكومة واللجنة العربية والمقاومة، وخرج الجميع باتفاق تام حول كافة القضايا المطروحة، وأعلن من راديو عمان، وفي تمام الساعة الحادية عشرة، نصوص الاتفاق والبرنامج الزمني لتنفيذه. الا ان الملك واعوانه وبعض ضباط الجيش كانوا يعدون لشعبنا مذبحة همجية بربرية لم يعرف التاريخ مثيلا لها وتوالت الاحداث بعد اعلان الاتفاق كما يلي:
        يوم الاربعاء 16 / 9 / 1970 وفي تمام الساعة الخامسة بدأت حملة ايلول ( سبتمبر ) الاسود بكل شراستها، المدفعية تطلق نيرانها على عمان وعلى كل ناحية بها لا تفرق بين قاعدة وبيت، بين فدائي ومواطن، وبدأت الدبابات الاردنية تخترق الشوارع والاحياء تضرب بمدفعيتها الثقيلة ذات اليمين وذات الشمال، وتحركت أفواج المشاة تعتقل وتقتل وتذبح كل فلسطيني حسب هواها وعصبيتها وتعبئتها الحاقدة واستمرت المجزرة بكل تفاصيلها التي تعرفونها اكثر من اثني عشر يوما.

        السادة الملوك والرؤساء العرب،
        وأخيرا وقف القتال وعقدت اتفاقية القاهرة ولعقنا جراحنا ومددنا يدنا للقاتل الذي ذبح شعبنا وقلنا: لننس كل شيء وحرام ان ينزف مزيد من الدم العربي في غير موضعه، وحضرت اللجنة العربية برئاسة السيد الباهي الأدغم لتشرف على تنفيذ الاتفاقية، وفي ظل اللجنة تم التوقيع على اتفاقية عمان وملحقاتها، ومنذ اللحظة الاولى لتوقيع اتفاقية عمان رفض الجانب الاردني اذاعتها عبر وسائل اعلامه المتعددة. ولن نتحدث عن الفترة ما بين توقيع الاتفاقية ومغادرة السيد الباهي الأدغم لعمان، لأن السيد الباهي قد كفانا ذلك بمذكرات رسمية رفعها لحضراتكم ولكن الذي نريد التأكيد عليه هو ما يلي:
        انه في ظل اللجنة العربية احتلت القوات الاردنية مواقع كثيرة لم تكن قد سيطرت عليها او استطاعت الوصول اليها اثناء القتال.

        انه في ظل اللجنة العربية جرت مجازر جرش والهملان والبقعة والمفرق واخيرا مجزرة اربد.

        انه في ظل اللجنة العربية جمعت أسلحة الميليشيا والتي تنص عليها الاتفاقيات. هذه الخطوة التي شجعت النظام فيما بعد على طلب سحب السلاح كلية من عمان.

        السادة الملوك والرؤساء العرب،
        تاجرت حكومة عمان بقضية الامن وسخرت كل اجهزتها الاعلامية لتعبئة الرأي العام في اتجاه قضية الامن. وحتى تفوت الثورة على النظام الاردني القيام بمجزرة جديدة اتخذت سلسلة من الاجراءات العسكرية الذاتية في عمان رغم ان ذلك مخالف لكل الاتفاقيات، وعلى غير ما اتفق عليه دخل الجيش الى عمان وفتشها شبرا شبرا وبيتا بيتا، وصبرنا وسكتنا كل ذلك من اجل تجنب معركة بين الفدائيين والجيش تسيل فيها الدماء العربية، الا ان كل هذه الخطوات الايجابية من جانبنا لم تقابل من النظام الا بمزيد من الاصرار على التآمر والسير في المؤامرة الى نهايتها، وكنا نحذر من خيانة النظام وعدم احترامه لشرف توقيعاته وعدم التفاته لكل نداءات ووساطات الملوك والرؤساء بل تحدي هذه النداءات بمزيد من الاجراءات القمعية ضد الثورة كانت آخر حلقاتها مجزرة جرش وعجلون الاخيرة.

        اننا لن نصف ما جرى وما حدث، ولن نرد على اكاذيب الحكم الاردني الرخيصة في تبرير وتبسيط ما جرى، ولكننا نقول لكم: اننا صبرنا وصبرنا اكثر من ثلاثة وعشرين عاما على هذا النظام الذي استأجره الاستعمار علينا وعلى شعبنا وأمتنا العربية لقتل روح القتال والنضال في شعبنا، واليوم فنحن نشعر بصدق وشرف اننا وحدنا في المعركة، وان النظام الاردني بات عقبة حقيقية في وجه استمرار طريق الكفاح المسلح والثورة، من هنا نحن نطالبكم باسم شعبنا الجريح الذي يعيش أقسى مأساة منذ النكبة، ونطالبكم باسم الجماهير العربية التي

<2>