إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) برقية الملك حسين إلى العقيد معمر القذافي بمناسبة اجتماع بعض الرؤساء العرب في طرابلس
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 650 - 652 "

          لقد آمن الأردن، وسيظل يؤمن بأن هدف التحرير هو هدف مقدس، وانه بعد تحقيق هذا الهدف ينبغي أن يتاح للشعب الفلسطيني ان يقرر مصيره بنفسه، لكل خطوة تتم لتكريس أية جهة من الجهات كصاحبة الحق في تقرير ذلك المصير نيابة عن الشعب الفلسطيني هي خطوة خاطئة، لا يرضى بها الشعب الفلسطيني نفسه، فالشعب الفلسطيني بحاجة لمن يعينه على تحرير ارضه وليس بحاجة لمن يتكلم باسمه رغما عنه. وان اكثرية ذلك الشعب تعيش في الاردن، فهناك الاهل في الارض المحتلة، ولهم قبل غيرهم ان يختاروا ويقرروا بعيدا عن أية غوغائية او تسلط او ارهاب. وهناك ابناؤنا في الضفة الشرقية، وهم مع اخوانهم في الضفة الغربية مواطنون في الدولة متساوون في الحقوق والواجبات مع اخوانهم سكان الضفة الاصليين، هم من أهل البلد وأصحابه، ومن رجال الدولة و أبنائها، من بناة الاقتصاد وأربابه، من صفوة العمال وطليعة العاملين، ولا مجال للتشكيك في وطنيتهم وصدق ولائهم وصفاء انتمائهم، جاؤوا الى بلدهم هذا، يوم حلت النكبة ببلدهم الاول قبل أكثر من عشرين عاما، واقتسموا مع اهله الاصليين لقمة العيش وفرصة العمل وامكانات الحياة، ومنهم خرج جيل لم تكتحل عينه بغير سماء الاردن، ولا ارتوى الا من ينابيعه وغدرانه. وهؤلاء، وهؤلاء ليس لاحد ان يتكلم باسمهم، فهم سادة انفسهم، وعندما تشرق شمس التحرير سيقولون كلمتهم في مستقبلهم، وليس لهم منا الا العون والمباركة والتأييد.

          انكم تجتمعون في مرحلة من أخطر المراحل في تاريخ أمتكم الحديث، والمسؤولية التي يحملها كل منكم في بلده، ويحملها بالتالي نحو أمته والقضية المقدسة، تحتم عليكم ان تتقوا الله والوطن فيما تقولون وتفعلون.

          وانني من مكاني هنا، في قلب المشرق العربي وبلد القضية، لادعو لكم بالتوفيق سائلا الله عز وجل أن يمنحكم الحكمة والسداد في كل خطوة من خطواتكم انه نعم المولى ونعم النصير.


<3>