إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح الناطق الرسمي الأردني حول قيام الجمهورية العربية السورية بقطع علاقاتها الدبلوماسية بالأردن
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7 ط 1، ص 686 "

تصريح الناطق الرسمي الأردني حول قيام الجمهورية
العربية السورية بقطع علاقتها الدبلوماسية بالأردن.

عمان، 12 / 8 / 1971

 

( الرأي، عمان، 13 / 8 / 1971 )

          لقد فوجئنا بهذا القرار الانفعالي من جانب الحكومة السورية الشقيقة، خاصة أنه جاء بعد مبادرة قيادة قواتنا الاردنية المسلحة بالاتصال بالمسؤولين في الجيش السوري الشقيق للتحقيق في الاشتباك المؤسف الذي وقع على الحدود بين البلدين بعد ظهر اليوم، ومن ثم اتخاذ الاجراءات الضرورية في ضوء نتيجة التحقيق لمنع تكرار مثل هذا الحادث.

          ان الحكومة الاردنية اذ تأمل ان تعيد الحكومة السورية النظر في قرارها هذا، وفي القرار السابق باغلاق الحدود، لتود ان تؤكد ان هذه الاجراءات من جانب الحكومة السورية الشقيقة، فضلا عن أنها لا تخدم قومية المعركة في شيء، فانها لن تعود على الامة العربية، وخاصة دول المواجهة، الا بمزيد من تبديد الجهد، وتفتيت القوى، وتشتت الاهداف، وتمزيق الاوصال، واستهلاك الامة لذاتها بما لا يفيد منه الا العدو المتربص بنا، والناشط في تنفيذ مخططاته في هضم ما احتل من ارضنا في الهضبة السورية والضفة الغربية وفي تهويد بيت المقدس.

          ان الحكومة الاردنية تود ان ترى في القرار السوري انفعالا وليس حلقة في مسلسل فصول مأساة تصفية القضية الفلسطينية التى يلعب فيها ياسر عرفات دورا رئيسيا بالايقاع بين الدول العربية الشقيقة وبمساعدة المتهربين من التزاماتهم القومية، عن طريق الدس تارة وعن طريق التحريض تارة أخرى.

          ويؤسفنا ان نجد بين أمتنا بعد أربع سنوات على كارثة حزيران ( يونيو ) مسؤولين يبنون مواقف مصيرية على انفعال عابر او رغبة في مزايدات تاجر، أو استجابة لدموع أو بهلوانيات ممثل متآمر لا يعلم الا الله الدوائر المشبوهة التي تقف من خلفه.

          اننا والألم يعتصر قلوبنا لهذا التخبط الذي تعاني منه بعض الحكومات العربية، لنود أن نستذكر حالا مثل هذا الحال سبق الكارثة الثالثة التي منينا بها عام 1967، ونود أيضا ان نذكر بأن التاريخ لا يرحم، وانه قد بدأ فعلا في أكثر من قطر عربي يحاسب الذين تسببوا في حرب الهزيمة والعار بالرغم من صكوك البراءة التي كتبوها لانفسهم، وبالرغم من طبول التضليل التي دقوها فوق رؤوس شعوبهم.

          اننا ونحن لا نريد ان نعقد مقارنة بين سيارة الدمار التي انفجرت في الرمثا عشية الهزيمة السوداء في حزيران ( يونيو ) وبين السيارة المليئة بمتفجرات الموت التي ضبطت بالامس فقط في حي سكني بعمان، الا انه لا يستطيع أحد ان ينكر ان ما يجري على الساحة العربية الان شبيه تماما بما جرى عليها قبيل الهزيمة الاخيرة تمهيدا لها.

          كما أن ما يميز العلاقات العربية الان هو نفسه ما ميزها قبل النكبة الاخيرة من فرقة وخلاف وعناصر دس ووقيعة وافساد.

          اننا في الاردن، وبرغم المؤامرة التي حيكت لتصفية القضية المقدسة، والتي اختير ياسر عرفات منفذا لها، مستغلا حسن نية أشقائنا العرب ، وتعلق امتنا بمفهوم الفداء النبيل، لن نسمح للمؤامرة ان تمر، ونعاهد الله والشعب ان نفضحها وننبه الغافلين عنها اليها، كي يقفوا معنا لدحرها وتحطيمها وتبقى الارض ارضنا والقدس قدسنا.


<1>