إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الرؤساء الأسد والسادات والقذافي حول إقرار مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1971، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 7، ط 1، ص 696- 698 "

بيان الرؤساء الاسد والسادات والقذافي حول اقرار
مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية.

دمشق، 20 / 8 / 1971

 

( البعث، دمشق، 21 / 8 / 1971 )

          في دمشق قلعة العروبة وحصن الوحدة، في دمشق التي ارتبطت باسمها على مدى نضالنا المعاصر الدعوة الى الوحدة العربية وحققت مع القاهرة اول وحدة في تاريخ العرب الحديث، ودفعا واستمرارا للخطى الوحدوية التاريخية التي بدأت في بنغازي في 31 من صفر 1391، الموافق 17 من نيسان ( ابريل ) 1971، بتوقيع الرؤساء الثلاثة انور السادات رئيس الجمهورية العربية المتحدة، ومعمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس مجلس الوزراء في الجمهورية العربية الليبية، وحافظ الاسد رئيس الجمهورية العربية السورية، على اعلان قيام اتحاد الجمهوريات العربية والاحكام الاساسية لهذا الاتحاد. وتتويجا للجهود المستمرة التي لم تتوقف منذ ذلك الحين، والتي اشترك فيها ممثلون عن الجمهوريات الثلاث، لانجاز مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية،

          واستجابة لارادة الشعب العربي في دفع الخطى ومضاعفة الجهد في استكمال كل الخطوات التحضيرية والتمهيدية لقيام هذا الاتحاد كحقيقة عربية اصيلة تواجه دورها العربي وتستجيب لمسؤولياتها التاريخية في مسيرة النضال العربي وفي حركة الثورة العربية،

          وشعورا من الرؤساء الثلاثة بضخامة المسؤولية التاريخية التي يتحملها الجيل العربي الحاضر في مواجهة موجة العدوان الشرسة التي تعرضت لها الامة العربية، كان اجتماعهم في دمشق خلال الفترة 26-28 جمادى الآخرة 1391هـ، الموافق 18-20 آب ( اغسطس ) سنة 1971 م للانتهاء من مناقشة مشروع دستور اتحاد الجمهوريات العربية واقراره تمهيدا لدفع الخطوات المتفق عليها في بنغازي لقيام الاتحاد ومؤسساته وبدء الممارسة الفعلية لمسؤولياته العربية والتاريخية.

          وقد جرى اجتماع الرؤساء الثلاثة وسط مشاعر التأييد الواسع والامل الكبير الذي عبر عنه الشعب العربي السوري العظيم، الذي ظل رغم كل الظروف امينا على الوحدة العربية داعيا لها وعاملا لها وعاملا من اجلها ومناضلا في سبيلها.

          وقد اكد الرؤساء الثلاثة خلال المداولات التي جرت بينهم، وفي الاجتماعات التي عقدوها مع الوفود المرافقة لهم، والتي تركزت حول المعركة وتقييم الوضع بكل ظروفه واحتمالاته، ان المواجهة مع العدو الصهيوني الجاثم فوق ارضنا العربية قد اقتربت من الحسم. وان العدو استشعارا منه بذلك قد زاد من ضراوته وشراسته وتصميمه على تكريس احتلاله مستخدما في ذلك ابشع وسائل القهر والغصب ضد المواطنين العرب في الاراضي المحتلة، الى جانب تصعيد قوى الاستعمار العالمي بكل اشكاله بقيادة الولايات المتحدة الاميركية المعادي للامة العربية والمستقبل العربي من مؤامراتها في محاولات محمومة لاضعاف جبهتنا المواجهة للعدو، وتفتيت وحدتها النضالية، وسلب قدراتها على حسم المعركة عسكريا مع العدو لصالح الحق العربي المشروع. وان ما يجري الان من تصفية المقاومة الفلسطينية واجهاض حركتها هو جزء من المخطط الصهيوني الاستعماري الواسع الذي يستهدف حماية الاحتلال الاسرائيلي للارض. العربية وتأمينه ودعمه وتكريسه ضد الانتفاضة الكبرى التي يتأهب لها الشعب العربي على امتداد الوطن العربي كله.

          ويؤكد الرؤساء الثلاثة ان هذا المخطط الصهيوني الاستعماري محكوم عليه بالفشل امام اصرار الشعب العربي على تحرير ارضه واسترداد شرفه، وان الامة العربية تملك من الطاقات ومن الاسلحة الحاسمة ما تستطيع ان تدفع بها في معركة المصير في مواجهة اعتى التحديات وان تحسم المعركة لصالح الحق والسلام.

          ويرى الرؤساء الثلاثة في العمل الوحدوي الذي حققه اعلان بنغازي، وفي قيام اتحاد الجمهوريات العربية في هذه الفترة الصعبة التي ظن فيها العدو انه اقترب من فرض الاستسلام على الامة العربية، هو الرد الحاسم الذي يؤكد قدرة الارادة العربية الصميمة على تجميع طاقاتها وعلى مواجهة اعدائها واحباط مؤامراتهم.

          وقد عبر الرؤساء الثلاثة عن ايمان الشعب العربي بالوحدة العربية عن وعي وفهم لحقيقة التاريخ العربي ولحقيقة الصراع العربي مع اعداء الانسان العربي

<1>