إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان القيادة العامة للثورة الفلسطينية حول الموقف العربي من الإعتداء الإسرائيلي على لبنان
المصدر: الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 78-79"

بيان القيادة العامة للثورة الفلسطينية حول الموقف العربي من الاعتداء الإسرائيلي على لبنان.

26/ 2/ 1972

(النهار، بيروت، 27/ 2/1972)

       إن الاهتمام العربي بالمعركة الدائرة الآن على الأرض اللبنانية في العرقوب، لا يتلاءم مع مستوى وشراسة الهجوم الإسرائيلي الذي بدأ منذ 36 ساعة، وحشدت فيه إسرائيل أضخم طاقة عسكرية منذ حرب حزيران [يونيو] إلى الآن، إذ شاركت فيه أكثر من مئة مدرعة ودبابة ومئة طائرة وكثافة نيران غير عادية.

       إن صمود ثوارنا والجيش اللبناني لليوم الثاني في هذه المعركة، يعكس مدى الوعي لمعنى هذا الهجوم وخطورته ودلالاته التي عبرت عنها سلسلة التصريحات الإسرائيلية، والتي كشف عنها في وضوح يغئال آلون في تصريحه الأخير، حين طالب لبنان بأن يتولى، كما تولى الأردن، مهمة القيام بعمل لتصفية قواعد الثورة على أرضها، وكما عبرت عن هذا مذكرة الإنذار الإسرائيلي التي طالبت لبنان، في حال عدم قيامه بهذا التكليف كما فعل الأردن، بأن يشارك قوات الاحتلال الإسرائيلي ويعاونها في تحديد مواقع الفدائيين لتتولى قوة جيش الاحتلال مهمة ضرب هذه القواعد وتصفيتها.

       إن هذا العدوان الواسع النطاق، الذي بدأ منذ فجر 25 شباط [فبراير] 1972، ولا يزال مستمراً بمزيد من الحشد والتعزيز، يبدو انه يستهدف في وضوح ما يأتي:
       أولا- احتلال مواقع استراتيجية في جنوب لبنان، في حجة تدمير قواعد الفدائيين الفلسطينيين.

       ثانياً- استعداء الجيش اللبناني والجماهير اللبنانية ضد العمل الفلسطيني، والتحريض المستمر على الصدام بينهما.

       ثالثاً - استكمال خطة التصفية لقوى الثورة الفلسطينية لتمهيد الأجواء، وترتيب الأوضاع والشروط الضرورية والملائمة لتمرير التسوية السياسية بالشروط الاسرائيلية.

       وليس هناك من يستطيع، مهما كانت رؤيته للأمور، أن يتجاهل خطورة هذه العملية التوسعية الإسرائيلية على الموقف العربي العام. وهذا يفترض أن تكون المواجهة العربية للخطة الإسرائيلية أكثر اهتماماً وأكثر حزماً، ولا يجوز أبداً أن تبقى النظرة إلى المشكلة في نطاق الأرض اللبنانية، ويلزم أن يرى الكل مدى خطورة ما يترتب على نتائج هذا الهجوم.

       إن الأمة العربية، بأنظمتها وجماهيرها، مطالبة بأن تقف في حزم وصلابة إلى جانب لبنان والثورة الفلسطينية. وأنها لمفخرة للبنان، بجيشه وشعبه، أن تظل جبهته هي الجبهة المتفجرة على الأرض العربية.

       إن المعركة الدائرة الآن هي استمرار لمعركة الإحراج في الأردن، تتم على أيد إسرائيلية كما تمت في الإحراج على أيدي علماء إسرائيل في الأردن.

       وإن كنا نحيي مواقف الإخوة المسؤولين في لبنان، التي عبرت عنها التصريحات الرسمية، فإن هذا يلزم الأمة العربية، أنظمة وجماهير، بالوقوف مع لبنان.  ولهذا، فنحن نطالب بما يأتي:
       أولا- انعقاد مجلس الدفاع العربي فوراً، ليحدد المشاركة العربية في مثل هذه المواقف الخطيرة.

       ثانياً- تخصيص موازنة ثابتة وواضحة فوراً، لدعم الوجود اللبناني فوق أرضه في جنوب لبنان، وحتى يشعر الكل منا، فلسطيني ولبناني، بأن هناك في الأمة العربية من يقف حقيقة معه.


<1>