إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح ناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول مشروع المملكة العربية المتحدة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص120"

تصريح ناطق رسمي باسم الجبهة الشعبية الديمقراطية لتحرير فلسطين حول مشروع المملكة العربية المتحدة.

15 /3 /1972

(المقاومة، العدد 119، 15/3/1972، ص1)

       أذاع الملك حسين تفاصيل الصفقة الهاشمية- الصهيونية- الامبريالية لتجزئة وتصفية القضية الفلسطينية تصفية شاملة. وقد ادعى الملك حسين أن مشروعه "حصيلة تفكيره وتفكير عدد من قادة الفكر والرأي في الضفتين"، وبأن لا علاقة لإسرائيل والامبريالية الأميركية بالمشروع المطروح.

       إن الجبهة الشعبية الديمقراطية تدين، إدانة كاملة، مشروع الخيانة الهاشمي- الصهيوني، وتعلن رفضها ورفض كل أبناء الثورة الفلسطينية الشرفاء لهذه الصفقة القذرة، كما تعلن أنها سترد بعنف ثوري وبكافة الوسائل لتحطيم هذه المؤامرة، خاصة بعد أن حكم الملك حسين على نفسه بالخيانة السافرة. وتطالب الجبهة الديمقراطية كل فصيل من فصائل حركة المقاومة أن يعلن فوراً، وبلا تردد، الرفض والإدانة الكاملة لهذه الصفقة- المؤامرة، ليتم اتخاذ موقف جماعي يقفل الطريق على محاولات الأعداء بلبلة الجماهير الفلسطينية وتمزيق وحدة الثورة، وإحباط سياسة ضرب الفلسطينيين بالفلسطينيين، بعد أن نجح حسين والامبريالية بزرع سياسة ضرب "الأردنيين بالفلسطينيين" و"الجيش بالفدائيين".

       إن الجبهة الديمقراطية تؤكد، بناء على المعلومات الموثوقة التي لديها، والتي طرحها "رسول فلسطيني" على اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير ليل 14/3/1972، ان "مشروع الملك حسين لإقامة مملكة عربية متحدة"، هو صفقة متفق عليها مع اسرائيل والامبريالية الاميركية.  وقد صرح الملك حسين لعدد من " الشخصيات " الفلسطينية استدعاها الى قصر الحمر، مساء 12/3/1972، أنه سينفذ فوراً هذه الصفقة بالاتفاق مع إسرائيل وأميركا وبموافقة أكثرية الدول العربية، كما زعم أمام الوفد الفلسطيني.  وأضاف أن "كل شيء جاهز للتنفيذ الفوري ولا حاجة للتفكير والنقاش".

       إن الصفقة- المؤامرة، رغم ادعاء بيان الملك حسين ظهر 15/3/1972، فهي تتضمن، كما صرح في قصر الحمر مساء 12/3/1972، التنازل عن مدينة القدس العربية، والاكتفاء برفع علم مملكته المتحدة على المسجد الاقصى والصخرة المشرفة، ورفع علم الفاتيكان على الاماكن المسيحية المقدسة.  وتبقى القدس بيد إسرائيل.  وبذات الوقت تعديل الحدود في منطقة المثلث (جنين- طولكرم- قلقيلية) المعروفة بخاصرة إسرائيل الرقيقة لصالح دولة العدو، وعدم دخول أية قوات عربية مسلحة إلى الضفة الغربية مع بقاء مستعمرات الحدود الاسرائيلية على طول ضفة نهر الأردن الغربية.

       وأضاف الملك حسين أمام الوفد الفلسطيني، مساء 12/3/1972، أنه مقدم على هذه العملية مهما كانت الاعتبارات وردود الفعل الفلسطينية والعربية، خاصة ومعه أكثرية الدول العربية، وفي المقدمة السعودية، حيث وصف المشروع - الصفقة بأنه مشروع الملك فيصل، أمام جميع الشخصيات التي حضرت اجتماع قصر الحمر. ومن الجدير بالذكر أن السلطات الهاشمية العميلة والحاكم الإسرائيلي للضفة الغربية والقطاع، قد دفعوا كل عملائهم من "الوجهاء الفلسطينين " بالضفتين إلى المشاركة بكثافة في المؤتمر الشعبي الفلسطيني، الذي دعت إليه منظمة التحرير بتاريخ 6/4/1972، "لشجب الانتخابات الإسرائيلية بالضفة الغربية"، وذلك لإغراق المؤتمر الشعبي بدعاة الحكم الذاتي، وأنصار الصفقة الهاشمية - الإسرائيلية، حتى ينقسم المؤتمر على نفسه، ويظهر نفر فلسطيني من أبناء الضفتين مع هذه الحلول الخيانية للقضية الوطنية، وبأن هناك طرفاً فلسطينياً مستعداً للمشاركة بعملية التصفية الجارية.

       إن الجبهة الديمقراطية، ومعها كل أبناء الثورة الشرفاء، تعلن إدانة ورفض هذه الخيانة الهاشمية، وتطالب جميع منظمات المقاومة أن ترفضها فوراً، واتخاذ موقف موحد للمحافظة على الوحدة الوطنية لشعبنا وإحباط محاولات تمزيقه وضرب الفلسطينيين بالفلسطينيين، كما تهدف الصفقة الهاشمية - الصهيونية الامبريالية، بإبراز فريق فلسطيني يقبل بالتنازل عن جزء من التراب الوطني والاعتراف بإسرائيل ضمن تسوية تصفوية شاملة للقضية القومية الفلسطينية.

          إن الجبهة الديمقراطية ستذيع بياناً بتفاصيل المؤامرة كما طرحها الملك حسين نفسه على "الشخصيات" الفلسطينية، في اجتماع قصر الحمر مساء 12/3/1972، لوضع كل الوقائع امام جماهير شعبنا وشعوب الأمة العربية والعالم.

       الموت لدعاة الخيانة الوطنية،
       وعاشت الثورة.


<1>