إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حول رفضها مشروع المملكة العربية المتحدة
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 136-137"

بيان حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" حول رفضها مشروع المملكة العربية المتحدة.

17 /3 /1972

(النهار، بيروت، 18/3/1972)

       على إثر إعلان الملك حسين مشروعه التآمري، عقدت اللجنة المركزية لحركة "فتح" سلسلة اجتماعات متصلة دعي بعدها المجلس الثوري لحركة "فتح"، إلى عقد اجتماع طارئ صباح الخميس استمر إلى الساعات الأولى من صباح الجمعة. وجرى خلال الاجتماع درس كل الظروف المحيطة بالقضية الفلسطينية، كما نوقشت خطة عمل مفصلة قدمتها اللجنة المركزية. وانطلاقاً من الرفض القاطع والحاسم لمؤامرة الملك، الذي أعلنته الحركة منذ اللحظات الأولى التي أعقبت بيان الملك، والذي أكدته اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في بيانها، اتخذ المجلس قرارات عدة رؤي أن يؤجل إعلان بعضها. كما قرر المجلس ما يأتي:
       أولا- تأكد الرفض القاطع والحاسم لخطة الملك، وإدانة أي شخص أو طرف فلسطيني يحاول المشاركة فيها من قريب أو بعيد، واعتباره خارجاً عن إرادة الشعب الفلسطيني وخائناً لطموحه القومي، وسيعامله شعبنا معاملة الخونة والمتآمرين.

       ثانياً- إن منظمة التحرير الفلسطينية، العضو في جامعة الدول العربية، والمعترف بها من دول العالم، هي وحدها الممثلة الشرعية للشعب الفلسطيني. ولا يحق للملك أو أي طرف آخر أن ينطق باسم هذا الشعب أو يتلاعب بمصيره أو يقرر نيابة عنه. وستقوم الثورة باتخاذ ما يلزم من إجراءات لضمان هذا الحق وتجسيده.

       ثالثاً - إن المملكة العربية المتحدة، التي تضمنها مشروع الملك، وإن بدت للوهلة الأولى أنها معنية بالشعب الفلسطيني، فهي في حقيقتها بداية حلقة تآمرية واسعة تستهدف الانقضاض على حركة التحرير العربية، وتتجه إلى المنطقة العربية كلها، وإلى الدول المحيطة بفلسطين في شكل خاص.

          إن التسليح الأميركي المكثف لهذه المملكة، مع الإصرار الواضح على عدم الدخول في معركة مع إسرائيل، يكشف هوية المشروع وأهدافه. وهذا يلزم كل الدول العربية بالخروج عن صمتها، وتحديد مواقفها التي التزمت بها في مؤتمرات القمة العربية. وستكون هذه المواقف شاهداً على أصحابها أمام جماهير أمتنا.

       رابعاً- إن حركة "فتح" تثق بأن جماهيرنا العربية لن تسكت عن أي حكومة عربية تتواطأ مع مؤامرة الملك. إن أي طرف عربي أو دولي يؤيد خطة الملك يضع نفسه في خط معاد لطموحات وآمال شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية.

       خامساً- إن الحركة تؤكد مجدداً حرصها على استمرار علاقات الإخوة والمصير المشترك مع الشعب الأردني، وهي ترى أنه ليس هناك خلاف بين الشعب الفلسطيني والشعب الأردني، لكن محور الخلاف هو الملك والعائلة الهاشمية والنظام. إن العائلة الهاشمية في الأردن، بكل تاريخها المتآمر على شعبنا وقضيتنا ودورها في خدمة الأهداف الاستعمارية في المنطقة، هي موضوع الخلاف. وإن التخلص من هذه العائلة وإسقاط النظام الملكي في الأردن أصبح الآن يفرض نفسه علي أنه الهدف المرحلي الذي سيعيد الأمور إلى وضعها الطبيعي، ويضع العلاقات بين الشعب الفلسطيني والأردني في إطارها الصحيح.

       سادساً- إن المؤتمر الشعبي الفلسطيني الذي سينعقد في القاهرة في السادس من نيسان [ أبريل]، والذي حاول الملك بمشروعه التآمري أن يقطع عليه الطريق، هو الذي سيحدد طبيعة الاجراءات التي تقتضيها المصلحة الوطنية وكيفية تجسيدها. وستقدم حركة "فتح" إلى المؤتمر خطة عمل واضحة ومفصلة.


<1>