إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح لناطق بإسم منظمة أيلول الأسود حول عملية مطار اللد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 264- 265"

تصريح لناطق باسم منظمة ايلول الاسود حول عملية مطار اللد.
9/ 5/ 1972 (فتح، ملحق العدد 74، بيروت، 9/ 5/ 1972، ص1)

        لم تكن "يد ايلول السوداء" إلا لاننا آمنا إيماناً يساوي وجودنا بان لا طريق لثورتنا سوى طريق التضحية المطلقة والدم، ذلك الذي قررنا ان لا يهدر على أعتاب التسويات وبساطير الطغاة بل ان نفجره في وجوه الغاصبين والجزارين والمتعاونين في كل مكان يخفق للخيانة فيه علم وعلى ارضنا المقدسة حتى يلطخ دمنا العالم المتآمر علينا وحتى تنبت محل كل نقطة دم بيارق لنا ورايات.

        ولم نكن نحن، أبناء ايلول [سبتمبر] الاسود، سوى الرمح المتوهج الذي ينطلق ولا يهدأ حتى تعود لنا الارض، كل الارض، وحتى ينتقل الذعر من معسكر شعبنا إلى معسكر أعدائه وحتى تستعيد امتنا الكرامة كل الكرامة.

        ولقد علمنا منذ البدء، وكان ذلك مبرر وجودنا، اننا العتبة التي تطأها الاجيال الصاعدة في دربها الشاق الطويل إلى النصر. وكانت لنا الثقة الاكيدة بأن الشعب الذي علم العالم منذ أكثر من خمسين سنة بأن يقدم الاضاحي والشهداء والابطال، لن ترجعه قوة مهما عتت ولن يثنيه طغيان مهما تجبر ولن يمنعه تواطؤ مهما تبرر من ان يرصف طريق المجد مدماكاً مدماكاً وحجراً حجراً باجسادنا التي لا قيمة لها، إلا إذا اعادت والتصقت بالارض والانسان الفلسطيني على ارض فلسطين.

        وكانت لنا مع خيانة النظام الاردني العميل جولة سقط فيها الخائن وصفي التل برصاصنا بينما كان جبن العميل زيد الرفاعي ينقذه من الموت. وكانت لنا مع المصالح الامبريالية الصهيونية جولة تفجر فيها مصنع الاسلحة "شترويفر" في هامبورغ بالمانيا وخزانات النفط اسو ومصفاة البترول في روتردام بهولندا ومولدات الغاز الطبيعي فيها ايضاً، وكان لنا مع الخونة العملاء جولة اخرى نفذ فيها حكم الاعدام بالخائن العميل "مبدى" ورفاقه الاربعة. ولم يكن كل ذلك إلا الخطوة الاولى في مسيرة ايلول الاسود.

        وامس الاثنين 8/5/72 توجهت مجموعة منا وتمكنت من السيطرة على طائرة تقل 90 راكباً وطاقماً تابعة لشركة سابينا البلجيكية، وأنزلتها في مطار اللد بفلسطين المحتلة وانذرت سلطات الاحتلال بنسف الطائرة بمن فيها، إذا لم تسارع هذه الاخيرة إلى إطلاق سراح مئة من ابناء الثورة الفلسطينية المعتقلين في السجون الاسرائيلية، في مهلة إنذار ينتهي الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 9/5/72. وتكون نتيجة عدم التقيد بشروطها نسف الطائرة بمن فيها.

        ومع سماع الخبر من إذاعة العدو وحسب الخطة المرسومة ، قامت اجهزتنا الخاصة بالاتصال بالسفارة البلجيكية وبالصليب الاحمر الدولي طالبة تدخله وتنفيذ مهمته الانسانية الاساسية، وكان موقف الصليب الاحمر الدولي، الذي امتنع بادئ الامر ثم اعلن قبوله، وطلب تمديد المهل، برهاناً على ان جميع مؤسسات الامبريالية، وبشكل خاص ما يطلق عليها اسم الانسانية، ليست إلا لتنفيذ خطط الامبريالية التي يشكل فيها الوجود الصهيوني في فلسطين المغتصبة رأس الحربة.

        وفي هذا الوقت، كانت سلطات الاحتلال الاسرائيلية تناور فتطوق الطائرة ثم تشدد في نداءاتها على الوتر الانساني، محاولة الاقتراب من الطائرة، حتى تمكنت من ذلك بفتح باب الطائرة حيث قامت بين ابطالنا وبين القوة المطوقة معركة استشهد فيها ثلاثة منهم واعتقلت الرابعة، بينما جرح من جنود العدو خمسة من الضباط والانفار، لتعلن بعدها إسرائيل، وبصفاقتها وتعجرفها ولاإنسانيتها المعهودة، على لسان شمعون بيريس وموشيه دايان ودافيد العازار، بانه لم يكن في نية إسرائيل، حتى لو فجرت الطائرة بمن فيها، اطلاق سراح اي فدائي فلسطيني من سجونها.

        كما تبلغ الثورات عن سقوط ابطالها في ساحات قتالها الرحبة، وبالفرح المضيء الذي يرافق تخطي البطل ابواب الشهادة، وبالحقد المقدس الذي نخزنه في الصدور ضد كل محتل وطاغ وعميل ومتهادن.

        وبالتحدي العظيم الذي نواجه به العالم المتغافل عن حق شعب فلسطين، بالفرح والحقد والتحدي المصهور رصاصاً وناراً وفولاذاً، نبلغ جماهير شعبنا البطل وامتنا المجيدة باننا في المسيرة مستمرون حتى تخفق رايات الثورة الفلسطينية، طليعة الثورة العربية، على هضاب فلسطين الحبيبة وحتى تستعيد هذه الامة المجيدة مكانها، اللائق ودورها الفعال في مصير العالم.

        ليس على الثوار إلا ان يصنعوا الثورة، ويحققوا التحرير، الشعب وحده البطل ووحده المآل.

        المجد والخلود لشهدائنا الابرار،
        والنصر للثورة.


<1>