إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان منظمة أيلول الأسود حول عملية مطار اللد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 263- 264"

بيان منظمة ايلول الاسود حول عملية مطار اللد.
9/ 5/ 1972 (فتح، العدد 74، بيروت، 9/ 5/ 1972، ص1)

         في الساعة السابعة والنصف من مساء يوم 8/ 5/ 1972 وصلت إلى مطار اللد، بفلسطين المحتلة، طائرة بوينغ 707 تابعة لشركة "سابينا" البلجيكية والقادمة من بروكسل، حيث كانت مجموعة "وليم نصار" قد أتمت استيلاءها على الطائرة.

         ولحظة استقرار الطائرة على أحد مدرجات المطار، ابلغ قائد المجموعة برج المطار باستيلاء مجموعة من منظمة ايلول الاسود على الطائرة، وأبلغ البرج كذلك بطلب المنظمة إطلاق سراح مئة فدائي أسير خلال عشر ساعات وإلا ستقوم المجموعة بتفجير الطائرة بركابها، وتم إبلاغ البرج باسماء المطلوب إطلاق سراحهم.

         قبل إنتهاء مهلة الإنذار بقليل، حضر إلى المطار مندوب الصليب الأحمر الدولي وطلب تمديد مهلة الإنذار، وأعلن عن استعداد الصليب الاحمر للتوسط مع السلطات الاسرائيلية لتنفيذ شروط المنظمة.

         وخلال هذه الفترة والفترة التي أعقبتها قام وزير دفاع العدو موشيه دايان ورئيس الاركان دافيد العازار وشمعون بيريس وزير المواصلات بالتفاوض مع مجموعتنا عن طريق برج المطار ومكبرات الصوت، إلا ان قائد المجموعة أصر على تنفيذ كافة شروط المنظمة وشارك في المفاوضات عدد من كبار المسؤولين البلجيكيين.

         قبيل الظهر طلب مندوبو الصليب الاحمر الدولي، بعد عدة زيارات قاموا بها للطائرة، السماح بإدخال الطعام والماء إلى الطائرة، وذلك انتظاراً لتنفيذ الشروط التي قدمها قائد المجموعة، فتمت الموافقة على ذلك.

         في الساعة الرابعة والنصف وصلت سيارات الطعام إلى الطائرة حيث تم فتح الابواب، ولدى دفع صناديق الطعام بواسطة السيارة المخصصة لذلك اندفع الجنود الذين يرتدون ملابس العمال إلى داخل الطائرة واشتبكوا مع المجموعة فاستشهد بعض أفراد المجموعة وجرح باقي افرادها، كما قتل وجرح عدد من جنود العدو.  وهنا يهمنا ان نورد الحقائق التالية:
         اولا: عندما اخترنا مطار اللد لهبوط الطائرة إنما اردنا ان يكون التحدي على أرض الصراع على ارض فلسطين. وكان أسهل لنا ان نوجه الطائرة إلى أي مطار في المنطقة ونحجز ركابها ونقدم شروطنا، لكننا أردناها معركة تحدي فوق ارضنا الفلسطينية.

         ثانياً: اننا نعتبر هذه المعركة معركة تحدي بين الإرادة الفلسطينية المتمثلة في المقاتل الفلسطيني الثوري وبين الإرادة الصهيونية المتمثلة بالصهيوني المخادع والغازي المغتصب. ولقد تمكنت ارادتنا من اقتياد وزير دفاع العدو وكبار المسؤولين الصهاينة إلى المطار، أخضعناهم خلالها إلى أقصى الظروف وتمكنا من إذلالهم على مدار أكثر من عشرين ساعة.

         ثالثاً: لقد طرأت على خطتنا ثغرة. الثغرة سببتها دوافع إنسانية عندما سمح ثوارنا إدخال الطعام والماء إلى ركاب الطائرة، وفي المرات القادمة لن تكون هناك ثغرات.

         رابعاً: شارك الصليب الاحمر الدولي في الخدعة، ففي الوقت الذي كان يجب ان يقوم فيه بالاشراف كلياً على إدخال الطعام والتأكد من شخصية العمال لمنع دخول الجنود والاسلحة إلى الطائرة تواطأ وتآمر وتم ادخال الجنود في ملابس العمال مع الطعام إلى الطائرة، وهذا يفسر تدخلهم قبيل انتهاء فترة الإنذار وطلبهم تمديده، وكان اول شخص يقرب من الطائرة هو مندوب الصليب الاحمر، وجميع من اقتربوا أو دخلوا الطائرة بعد ذلك كانوا برفقته. لهذا نحن نعتبر مندوبي الصليب الاحمر الدولي في القدس شركاء أصلاء في هذه الجريمة.

         خامساً: اتصل بنا المسؤولون البلجيكيون كما شارك بعضهم في المفاوضات التي دارت مع مجموعة "وليم نصار" واكدوا ان شروطنا ستنفذ، وبدلا من العمل على تنفيذ هذه الشروط ساهموا في الخدعة وعملوا على نجاحها، لذلك نحن نعتبر الحكومة البلجيكية شريكة أصيلة في الجريمة سنتصرف وفق هذا الموقف.

         سادساً: لقد أثبت ابطالنا، أفراد مجموعة "وليم نصار"، انهم على أعلى مستوى إنساني، حين قبلوا تمديد مهلة الانذار وحين قبلوا إدخال الماء والطعام الى الطائرة حفاظاً منهم على أرواح ركابها.

         كما أثبت مناضلونا انهم على أعلى مستوى من البطولة حين رفضوا الاستسلام وتصدوا لجنود العدو وقتلوا وجرحوا

<1>