إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الهلال الأحمر الفلسطيني حول تواطؤ ممثلي الصليب الأحمر الدولي مع السلطات الإسرائيلية في عملية اللد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 275- 276"

بيان الهلال الاحمر الفلسطيني حول تواطؤ ممثلي الصليب الاحمر الدولي مع السلطات الاسرائيلية في عملية مطار اللد.
(فتح، العدد 338، دمشق، 17/ 5/ 1972، ص 7)

         ان الهلال الاحمر الفلسطيني الذي تعاون بصدق مع الصليب الاحمر الدولي، وفاء بواجباته ومسؤولياته الانسانية، ليحرص ان يوضح للرأي العام العالمي الاسباب الاساسية التي أدت إلى وقوع الضحايا في مطار اللد، هذه الاسباب التي يتحمل ممثلو الصليب الاحمر الدولي في القدس الجانب الاكبر من المسؤولية عنها.

         ويود الهلال الاحمر الفلسطيني ان يضع اولا الحقائق التالية امام الرأي العام:
         1 - لقد سبق للهلال الاحمر الفلسطيني ان تعاون مع الصليب الاحمر الدولي في الجوانب الانسانية التي تهم الجانبين، ومن بينها تبادل الاسرى، ما بين الثورة الفلسطينية وسلطات الاحتلال الصهيونية، باشراف الجانبين. وكذلك فإن الهلال الاحمر الفلسطيني قدم الرعاية الكاملة لركاب الطائرات التي اختطفها الفدائيون إلى الاردن في سبتمبر [ ايلول] 1970 وذلك بمعرفة الصليب الاحمر الدولي وتعاونه.

         2 - وحيث ان الهلال الاحمر الفلسطيني هو المؤسسة الانسانية للشعب العربي الفلسطيني كغيره من الجمعيات المماثلة بالنسبة إلى الشعوب الاخرى، فقد اتصلت منظمة ايلول الاسود في الساعة التاسعة مساء يوم 8 ايار [مايو] 1972 بالهلال الفلسطيني طالبة الاتصال مع اللجنة الدولية للصليب الاحمر بشأن ترتيب الافراج عن الاسرى الفلسطينيين وركاب الطائرة.

         3 - وفي الساعة الخامسة والنصف من صباح يوم الثلاثاء 9 ايار [مايو] اتصل بنا مندوبو اللجنة الدولية للصليب الاحمر الدولي وابلغونا عزمهم على التدخل، بعد ان قطعوا قطعاً باتاً بعدم رغبتهم التدخل في بادئ الامر، حيث ابلغونا ما يلى:
         "حيث ان الطرف الثاني، السلطات الاسرائيلية، قد طلب التدخل، لذا اصبح لزاماً على الصليب الاحمر الدولي التدخل. وقد وصل مندوبنا بالفعل إلى مطار اللد ونحن نحمل الفدائيين مسؤولية المحافظة على حياة مندوبي الصليب الاحمر الدولي. لذلك يرجى الاتصال بمنظمة ايلول الاسود للتاكد مجدداً من طلباتها" . وبناء على طلب الصليب الاحمر الدولي، قام الهلال الاحمر الفلسطيني بالاتصال بمنظمة ايلول الاسود ونقل لها الصورة المعطاة من الصليب الاحمر الدولي فأكدت المنظمة ما يلى:
         اولا: يفرج عن الفدائيين المسجلين بالقائمة المقدمة منهم والتي تضم مائة وثمانية من الاسرى الفدائيين لدى السلطات الاسرائيلية.

         ثانياً: تتجه طائرة فوراً لتحمل هؤلاء الاسرى الفدائيين للقاهرة.

         ثالثاً: بمجرد وصول الطائرة للقاهرة تبلغ منظمة ايلول الاسود كلمة السر للصليب الاحمر الدولي لتكفل المجموعة الفدائية المسيطرة على الطائرة سلامتها مع ركابها.

         وقد قام الهلال الاحمر الفلسطيني فوراً بابلاغ ذلك للصليب الاحمر الدولي.

         5 - بدأ ممثلو الصليب الاحمر الدولي في التفاوض مع الفدائيين بالطائرة وطلبوا منهم اول ما طلبوا تمديد مهلة الانذار، تمكيناً للصليب الاحمر الدولي من القيام بدوره، فوافق الفدائيون على ذلك تقديراً لدور الصليب الاحمر الدولي في مثل هذه الحالات. وبناء على ذلك بدأ ممثلو الصليب الاحمر الدولي بالاتصال بالسلطات الاسرائيلية وبالفدائيين وقاموا بعدة زيارات للطائرة دون آية عرقلة من جانب الفدائيين وثقة منهم بهؤلاء الممثلين.

         6 - واستجابة لطلب ممثلي الصليب الاحمر الدولي فقد وافق الفدائيون على إيصال الطعام والشراب إلى الطائرة، رحمة بالركاب المحتجزين، وكان من المفروض في هذه الحالة ونظراً للثقة التي توضع عادة في ممثلي الصليب الاحمر الدولي، ان يتأكد هؤلاء من ان صناديق الطعام لا تحمل إلا طعاماً ومن ان العمال الذين يحملونها او يدخلونها إلى الطائرة هم من عمال المطار الذين من اختصاصهم القيام بمثل هذه المهمات وانهم على اي حال لا يحملون سلاحاً من شأنه ان يعرض سلامة الطائرة وركابها وطاقمها والفدائيين للخطر.

         7 - وبناء على الموافقة، سالفة الذكر، من الفدائيين بادخال الطعام إلى الطائرة تحت إشراف ممثلي الصليب الاحمر الدولي فقد دخل الطائرة جنود مسلحون، بملابس عمال الطعام، وفتحوا نيرانهم على الفدائين من اسلحة اخفوها معهم ورد الفدائيون على النار بالمثل مما ادى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.

         8 - ان وقوع هذا الحادث يلقي ظلالا كثيفة حول

<1>