إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان ثان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول عملية مطار اللد
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 286 - 287"

بيان ثان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول عملية مطاراللد.

 

بيروت، 31 /5 /1972

 

(الهدف، العدد 154، بيروت،
3 /6 /1972، ص5 )

          بعد مرور حوالي 24 ساعة على عملية الاقتحام الجريئة  التي نفذها ثوارنا في مطار اللد مساء، أمس، والتي أسفرت عن سقوط عدد كبير من أفراد العدو ما بين قتيل وجريح واستشهاد رفيقين من ثوارنا وأسر الثالث، تسجل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين النقاط التالية:
          1 - إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، إذ تنعي باعتزاز سقوط شهيدين من أبطالها، قاما بواجبهما على أكمل وجه، وببسالة نادرة، وبإيمان عميق لا يتزعزع بمبدأ التضامن الأممي لنضال الجماهير في العالم قاطبة ضد الامبريالة أينما كانت، وبأية صورة تمثلت، وضربها حيثما سنح الزمان والمكان فهي تعلن بفخر للعالم أجمع أن التضامن النضالي الأممي يشكل في مفهوم الجبهة الشعبية وممارساتها أساسا قويا في كفاحها ضد الصهيونية، هذه الحركة الرجعية التي تعتمد على التوسع العالمي للامبريالية، وتعيش على امتصاص دماء شعوب الأرض.

          إن الفدائيين اليابانيين الأبطال، الذين سلكوا الطريق الذي أملاه عليهم ولاؤهم لمستقبل الإنسان المتحرر، والتزموا أعمق ما يكون الالتزام بانتسابهم إلى الطبقة العاملة وإلى حركتها الطليعية، والتحقوا بالثورة الفلسطينية تنفيذا لشعار المكافحين الشرفاء في العالم بحفر قبر الامبريالية والصهيونية معا، إن هؤلاء الفدائيين يشكلون في مسيرة نضال الجماهير الفلسطينية مشاعل تهتدي على ضوئها قوافل جديدة من المناضلين.

          وهي مشاعل لن تنطفئ.

          2 - إن الرفاق اليابانيين الثلاثة، في هذه العملية، كانوا جزءا من مجموعة كبيرة نفذت كل أجزاء العملية حسب مهماتها، وقد عاد بقية الرفاق عناصر العملية إلى قواعدهم، حسب ما كان مرسوما لهم.

          3 - إن ما تحاول إسرائيل استدرار عطف وسائل الإعلام بواسطته، من الادعاء بأنه لم يقم الفدائيون بالتمييز بين المدنيين والعسكريين في المطار المحتل، فإن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تندد بشدة بوسائل الإعلام التي تستخدم هذا التضليل الرخيص، خدمة لمصالح الصهيونية.

          إن حركة المقاومة الفلسطينية تعتبر الدولة الإسرائيلية العنصرية قائمة على استعمار إسكاني يستحيل معه واقعيا التمييز بين الصفة العسكرية والصفة المدنية للمغتصبين الذين منحوا أنفسهم عل أشلاء الشعب الفلسطيني اسم مواطنين.

          وقد أكد المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم، تكرارا، الصفة العسكرية للمجتمع الإسرائيلي، بحيث يستحيل اعتبار أي مشارك في عملية الاغتصاب "مواطنا بريئا".

          إن المقاومة الفلسطينية، في مرات عديدة، حذرت السياح الذين يزورون إسرائيل، خصوصا في المناسبات الدامية التي تشكل علامات محزنة وبشعة في تاريخ شعبنا وتاريخ الإنسانية، حذرتهم بأنها غير مسؤولة عن وجودهم في أرض تعتبرها الجماهير الفلسطينية ميدان حرب مستعرة

          وبهذه المناسبة، تجدد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تحذيرها لكل الزوار والسياح الذين يؤمون إسرائيل، مهما كانت أسبابهم، وتعتبر زياراتهم وسياحاتهم خدمة لمخططات الاحتلال.

          4 - يهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن تؤكد أنها هي المسؤولة وحدها عن تخطيط وتنفيذ العملية، وأن هذا العمل برمته قد تم خارج الوطن العربي، ودون استخدام أي أرض عربية.

          وهذا التأكيد لا يهدف إلى اعتبار الأرض العربية أرضا محظورة علي النشاط الفدائي، ولكنه يهدف بالدرجة الأولى إلى تحذير كل من يهمهم الأمر، من أن استفادة الجبهة الشعبية من إمكانات النشاط الإعلامي المتوفرة في لبنان يجب ألا يعني تحميل لبنان أية مسؤولية فيما يتعلق بالعملية.

          إننا، في هذه المناسبة، نحذر، ونطالب بأن تؤخذ تحذيراتنا بكل الجدية الممكنة، بأن أي عمل إسرائيلي طائش ضد لبنان، أو أي بلد عربي آخر، سنرد عليه بعنف لا يتصوره العدو، وسنضرب حيث الوجع أشد، وسنجعل العدو يندم على خطواته مهما كانت حساباتها.

          ونحن إذ نؤكد ونشدد على كل حرف من حروف هذا التحذير، نحمل العدو أمام العالم كل مسؤولية طيشه وغروره وعقدة العظمة التي يعاني منها.

          عاش النضال الأممي لدحر العدو في كل مكان.

          النصر لجماهيرنا، والمجد لمستقبلها الثوري.

          الموت للإسرائيليين النازيين.


<1>