إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول مسؤوليتها عن عملية مطار اللد
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 284 - 286"

نضالاتها، والبذل حتى أعلى الدرجات في سبيل تحقيق أهدافنا

          2 - إن كل إجراءات التطويق والحصار والتجويع، لا تستطيع أن تشكل حاجزا أمام عزمنا على المضي قدما في ممارسة العنف الثوري وضرب عدونا في الأماكن التي لا يمكن أن تمحى من ذاكرته بسرعة.

          3 - إن كل حملات العدو الصهيوني والامبريالي والرجعي، لتصوير واقعنا الفلسطيني وكأنه قد انتهى ثوريا، وبالتالي إعداد العدة لتنفيذ مشاريع التصفية، والإيحاء لجماهيرنا بأن المقاومة المسلحة قد أحبطت، وتصوير أوضاع الاحتلال وكأنها تمر في حالة من الازدهار والقبول والسلام. إن ذلك كله ليس إلا أكذوبة ينبغي لها أن لا تعيش طويلا.

          ثامنا: إن عملية الاقتحام التي جرت اليوم جاءت أيضا، ردا ثوريا على المجزرة الإسرائيلية التي نفذها الجزار موشيه دايان وزبانيته، بدم بارد، بالفدائيين البطلين الشهيدين علي طه وعبد العزيز الأطرش، اللذين حاول الإسرائيليون أن يوحوا بأن استشهادهما سيكون إجراء تأديبيا يؤدي إلى إصابة العمل الثوري الفلسطيني بالشلل. إن ردنا الثوري على المجزرة التي نفذها دايان جاء وفاء لدماء بطلين سقطا نتيجة خدعة رخيصة، وجاء أيضا تأكيدا للمحتلين بأن العمل الثوري الفلسطيني لا يؤدي إلا إلى انبثاق عمل ثوري متجدد، وإن استشهاد المقاتلين لا يؤدي إلا إلى انبثاق مقاتلين جدد، وإن دماء الأبطال التي سفحها الجزار الصهيوني دايان تصب في نهر الجماهير الذي يكسح في طريقه نحو الانتصار كل أعداء الحياة.

          تاسعا: إن محاولات عديدة سوف تستغل هذه العملية للحديث عن الجوانب الإنسانية وتعريض الأبرياء للقتل والخطر وما إلى ذلك. وما يهمنا في هذا المجال أن نذكر بأنه لابد للجميع، وعلى رأسهم جزارو الاحتلال الصهيوني، أن يفهموا بأن المجازر التي نفذوها ضد الأطفال الأبرياء في مدرسة بحر البقر وضد العمال في مصانع أبو زعبل في مصر، وضد أهالي السلط واربد في الأردن، وضد الأهالي الآمنين في قرى جنوب لبنان، أن يفهموا أن هذه المجازر لن تمر بدون حساب مهما تقادم عليها الزمن.

          إن الحديث عن الأبرياء لا يمكن أن يبقى سيفا مسلطا فوق رؤوسنا وحدنا فقط. فالسياح القادمون إلى مطار اللد، هم في نظرنا ليسوا أبرياء لأن مجرد اختيارهم أرضنا المحتلة كمكان للسياحة هو في حد ذاته انحياز للعدو الغاصب، وبالتالي نحن لا نعتبرهم أبرياء بأي شكل من الأشكال. والجبهة العربية لتحرير فلسطين أعلنت تحذيرها للسياح للامتناع عن الذهاب إلى فلسطين المحتلة في بيان أذيع خلال شهر أيلول [سبتمبر]، 1969، ولا تتحمل الجبهة مسؤولية عدم اطلاع أي شخص على محتويات هذا البيان.

          يا جماهير شعبنا المناضل،

          أيها الفقراء من أبنا أمتنا العربية،

          ياقوى الثورة في العالم،

          إن أبطالنا البواسل يعيشون الآن في ضميركم الثوري، حيث كانوا دائما، وحيث كانت ولاءاتهم العميقة.

          إن مشاركة مناضلين ثوريين من القرى الثورية في العالم في هذه العملية البطولية جاءت لتؤكد من جديد، كما أكدها من قبل الشهيد باتريك جوزف ارغويللو، طبيعة التلاحم العضوي والتحالف الذي لا ينفصم بين قوى الثورة على الصعيد العالمي. إن هذه المشاركة تأتي لتؤكد وحدة القوى الثورية في العإلم في مواجهة معسكر العدو المشترك المستغل والمضطهد للشعوب الفقيرة في كل مكان، ولتقول لهولاء الأعداء إن زمن الاستفراد بالقوى الثورية قد ولى إلى غير رجعة، وإن رايات التضامن البروليتاري الأممي عالية خفاقة، في فلسطين كما في فيتنام وفي كل بقعة من بقاع عالمنا.

          إن الأبطال من أفراد مجموعة الشهيد باتريك ارغويللو الذين قاموا بتنفيذ عملية "دير ياسين "، قد جاءوا عبر آلاف الأميال لمشاركة الشعب الفلسطيني في نضاله ضد قوى الصهيونية والامبريالية الغاشمة، وليقدموا أرواحهم على أرض التراب الفلسطيني في عملية بطولية رائعة يثبتوا من خلالها أعلى درجة التزام ثوري بمبدأ التضامن البروليتاري الأممي الثوري، مؤكدين للعالم كله أن قضية فلسطين ليست قضية شعب فلسطين وحده وإنما هي قضية كل ثوري أينما كان باعتبارها رمز قضية الإنسان المضطهد والمستغل في حاضرنا.

          إن شعب فلسطين يتطلع إلى هؤلاء الأبطال الثلاثة بكل تقدير واعتزاز وفخز، وينظر إلى كل فرد منهم نظرته إلى أي مقاتل فلسطيني قدم روحه فداء لتحرير فلسطين. كما أن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، تؤكد للقوى الثورية التي أبت إلا أن تشارك في نضالنا مشاركة تمتزج فيها دماء ثوارهم بدماء رفاقهم ثوار فلسطين، وعلى أرض فلسطين بالذات، تؤكد لهذه القوى تقديرها البالغ لهذه البادرة الأممية والتي تتجلى اليوم بأروع صورة تضامن عرفها نضال شعبنا الفلسطيني.

          إن ترافق هذه العملية مع عمليات ثوارنا في الأرض المحتلة إنما يعزز استراتيجيتنا في ضرب العدو الصهيوني في الداخل، كما في الخارج، وحيث يمكن إنزال أقسى الضربات به. وما عملية اليوم المتجهة إلى قلب العدو إلا كسرا لغروره، الاستعماري العنصري، وما تلاحم المناضلين في هذه العملية الاقتحامية مع رفاقهم على أرض فلسطين ي عملياتهم الجريئة إلا تأكيدا للعدو الصهيوني أن قلاعه

<2>