إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تعليقا على الذيول والنتائج التي خلفتها عملية مطار اللد
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1972، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 8، ط 1، ص 293 - 295"

اللاعقين أحذية الامبريالية الأميركية، خدامها الأمناء ووكلائها مصاصي الدماء في جنوب وشرق آسيا، أما بالنسبة لهؤلاء فإن "اندهاشهم"، و" خجلهم" من بطولة الفدائيين اليابانيين الثلاثة هو شيء طبيعي، ويعكس حقيقة المعركة التي استشهد الفدائيون في سبيلها: معركة الجماهير الكادحة المستغلة المغلوبة على أمرها، ضد الامبريالية وعملائها وسارقي قوتهم وأوطانهم في كل مكان من العالم.

         إن مسارعة عبيد الامبريالية، أفراد الطغمة الحاكمة في طوكيو، إلى رشوة الإسرائيليين، وإلى زيادة حدة القمع ضد القوى التقدمية في اليابان، لا يعني بالنسبة لنا إلا وقوفا صفيقا ضد جماهيرنا في صف العدو الغاشم، وهو انحياز تترتب عليه نتائج خطيرة. من المساعدات المادية والمعنوية والإعلامية التي سارع المسؤولون اليابانيون، من زعماء الحزب الديمقراطي الحر الحاكم، بإعطائها لإسرائيل دون حساب وبمعزل عن أي وعي لحقيقة النضال المشروع الذي تخوضه الجماهير الفلسطينية ضد جزاريها، لن تمر دون عقاب، وإن جماهيرنا العربية التي تتعرض لنهب الاحتكارات اليابانية قادرة على الرد على هذا السلوك الامبريالي بالشدة التي يستحقها.

         ثالثا - إن تصريحات أحد المسؤولين الأردنيين، الذي التقى مع العملاء حكام طوكيو بالولاء المشترك للامبريالية الأميركية، هذه التصريحات التي زعمت أن الهجوم على مطار اللد لا يعكس الوجه الحقيقي للنضال الفلسطيني، هي أكثر التصريحات صفاقة ومبعثا للسخرية.

         إن الوجه المشرق للنضال الفلسطيني ليس بحاجة لشهادة من قتلة الآلاف من الفلسطينيين والأردنيين، هادمي المخيمات على رؤوس آلاف النساء والأطفال، حارقي المدن والقرى بهمجية القرون السوداء.

         إن النضال الفلسطيني له وجهه المشرق الذي ليس بحاجة لشهادة جزاري أيلول [سبتمبر] الأسود، وهو حتما وجه يرفض الاستخذاء والاستسلام ولعق أحذية الصهيونية وتنفيذ مؤامرات حكام تل أبيب، واستحقاق لعنة التاريخ.

         إن مثل هذا الرأي، يطلقه حكام عمان، ليس مستغربا قط، وكان العكس وحده جديرا بالاستغراب.

         رابعا - إن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكد لجماهيرنا العربية، أنها ستواصل مسيرتها وستصعد نضالاتها ولن تسمح للمفاهيم المائعة، ولانجاز بعض وسائل الإعلام الغربية، ولأكاذيب العدو ومفاهيمه وحملاته النفسية أن تكبل نشاطها الثوري، وتخضعه لمصلحة العدو وطمأنينته ومشاريعه الإعلامية والسياحية، وسياسة الأمر الواقع التي يستند إليها لتكريس، الاغتصاب.

         المجد للثورة ولجماهيرها.

         وليستمر العنف الثوري أسلوبا وحيدا لمواجهة وسحق العنف الإسرائيلي والرجعي.


<1>