إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان مقررات الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطنى الفلسطيني
المصدر:" الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 16- 27"

مقررات الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني.

القاهرة (6 -12/1/1973) *

 

(مركز الأبحاث، "مقررات المجلس الوطني الفلسطيني، 1964-1974"، بيروت، آب- أغسطس- 1975، ص225)

البرنامج السياسي

مقدمة:
         طوال نضاله المجيد من اجل التحرر والديمقراطية والوحدة، كان شعبنا العربي يواجه على الدوام بالمخططات والمؤامرات من جانب القوى الاستعمارية والامبريالية، ولا تزال تنظر الى وطننا العربي كمجال خصب لممارسة النهب الاستعماري لما يملكه من ثروات طبيعية بغير حدود، كما كانت ولا تزال تنظر اليه كمنطلق استراتيجي هام لما له من موقع فريد يتوسط القارات الثلاث آسيا وافريقيا واوروبا ولما له من سيطرة على طرق مواصلات بحرية وجوية حيوية، وعلى الاخص البحر الابيض وقناة السويس والبحر الاحمر والخليج العربي والمحيط الهندي، كذلك كانت ولا تزال تنظر اليه كمركز ثقل لمن يسيطر عليه في السياسات الدولية.

         ولان القوى الاستعمارية والامبريالية في هجمتها على وطننا العربي كانت تخشى على مخططاتها من النضال الوطني والقومي المتعاظم، ولانها لم تكن واثقة من قدرة ركائزها من الرجعية المحلية على الصمود في وجه المد القومي الصاعد فانها، مستخدمة الحركة الصهيونية العالمية، خططت لاغتصاب فلسطين لتقيم فيها كياناً عنصرياً استعمارياً يكون مخفراً أمامياً لحماية السيطرة الاستعمارية والصهيونية في وطننا العربي، ويكون عصاً غليظة تشهرها الامبريالية العالمية في وجه النضال العربي التحرري المتنامي.

         ولقد نجحت القوى الاستعمارية والامبريالية وبالتواطؤ مع القوى الرجعية التي تحكم المنطقة بكاملها باستثناء سورية حيث كان الحكم فيها وطنياً، في ان تزرع الكيان الصهيوني الاستعماري اغتصاباً وقسراً على ارض فلسطين وان تقتلع الفلسطينيين من ارضهم، غير ان الشعب العربي الفلسطيني لم يستسلم وانطلاقاً من حقه في الدفاع عن ارضه ووجوده ومن مسؤوليته كخط دفاع امامي ضد الهجمة الامبرياله- الصهيونية على وطننا العربي، ناضل نضالاً بطولياً ومستميتاً طوال ثلاثين عاماً. وفي كل هبة من هباته الثورية، التي بلغت ذروتها في ثورتي- 1936- 1947، كان للقوى الرجعية والعميلة دورها في ضرب نضاله والتمكين لاعدائه واعداء الامة العربية.

         حتى كان الفاتح من كانون الثاني (يناير) 1965. حيث انطلقت طلائع شعبنا الفلسطيني لتفجير الثورة الوطنية المسلحة المعاصرة ضد الكيان الصهيوني القائم بقوة العدوان والسلاح فوق ارض فلسطين، والذي لم يتوقف ابداً عن استخدام القوة لتشريد شعبنا ولاستكمال مخططاته لاغتصاب ارضنا. وكانت طلائع شعبنا بثروتها التي فجرتها في ذلك اليوم المجيد في مستهل عام 1965، تجسد التقاليد النضالية العريقة لشعبنا ولامتنا العربية وترتفع من جديد راية النضال التحرري ضد الامبرياله والصهيونية، هذه الراية التي سقط دفاعاً عنها عشرات الآلاف من الشهداء في كافة انحاء. الوطن العربي.

         لقد آمنت تلك الطلائع ومعها ومن خلفها، شعبنا الفلسطيني وسائر الجماهير العربية، وجميع احرار العالم، بان الكفاح المسلح هو الطريق الصحيح والحتمي، والرئيسي والاساسي، لتحرير فلسطين، لان تناقضنا مع العدو الصهيوني ذو طبيعة عدائية لا يمكن ان يعالج الا بالعنف الثوري المسلح.

         أدى انتهاج الكفاح المسلح من قبل طلائع الثورة الفلسطينية إلى استنهاض الجماهير الفلسطينية والعربية وشحنها بارادة القتال مما أحدث في الواقع العربي تغييراً عنيفاً امتاز بالاصرار على رفض الهزيمة وبالتصميم على الانتقال الى مواقع الهجوم في قتال العدو الصهيوني ودحر مؤامرات الامبرياله الاميركية، فقد اصبح الاردن قاعدة للثورة المسلحة ومنطلقاً لتصعيد الكفاح المسلح وحمايته على ارض فلسطين وفتحت جبهات قتال طويلة ضد العدو وشملت قناة السويس وكل حدود فلسطين مع شرق الاردن ولبنان وسورية. وتصاعدت المقاومة الشعبية المسلحة في الضفة الغربية وفي الاردن الفلسطينية التي احتلت قبل حزيران [يونيو] 1967. وسجل قطاع غزة مآثر بطولية في المقاومة المسلحة وصلت إلى حد ايجاد احياء شبه محررة من مدينة غزة بالذات.

         لقد راحت الثورة الفلسطينية تنتقل من نصر إلى نصر وتتطور بسرعة رغم كل المؤامرات الامبريالية والصهيونية ورغم كل الصعوبات، وقد استطاعت ان تخرج ظافرة من كل معارك الصدام التي واجهت بها المؤامرات الإمبريالية والقوى المضادة للثورة في الاردن ولبنان منذ تشرين الثاني


* تاريخ انعقاد المجلس.

<1>