إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) مقررات الدورة الحادية عشرة للمجلس الوطني الفلسطينى
المصدر:" الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 16- 27"

(نوفمبر) 1968 حتى حزيران (يونيو) 1970- كما فشل العدو الصهيوني في حملات الابادة التي وجهها ضد قواعد الثورة التي تمكنت ان تحولها الى انتصارات كما حدث في الكرامة والعرقوب.

          على ان الثورة بدات تواجه وضعاً خطراً للغاية بفعل المبادرات الاميركية وما افرزته من مشاريع، كمشروع روجرز، وما صحبها من محاصرة للثورة على نطاق واسع واشاعة لروح الاستسلام مما أتاح للقوى المضادة للثورة في الاردن، مستغلة بعض السلبيات التي رافقت مسيرة الثورة، فرصة ثمينة لتنفيذ المخططات الاميركية الصهيونية- الهاشمية التي استهدفت انزال ضربة قاسية بالثورة الفلسطينية تمهيداً لتصفيتها وتصفية القضية الفلسطينية.

          لقد قاتلت الثورة الفلسطينية والجماهير الفلسطينية الاردنية قتالا مجيداً في الاردن في ايلول [سبتمبر] 1970 دفاعاً عن الكفاح المسلح والقضية الفلسطينية والعربية، سيبقى ابد الدهر ملحمة خالدة من البطولة الاسطورية، والصمود تحت اقسى الظروف. ولكن الحكم العميل في الاردن استطاع في تموز (يوليو) 1971 ضرب التواجد العلني للثورة الفلسطينية في الاردن وراح ينهج سياسات تهدد بالتنازل عن الضفة الغربية والقدس رسمياً للعدو، وتحمل المخاطر لتصفية الوجود الفلسطيني الموحد، وتشجع على الانقسامية داخل صفوف الشعب الفلسطيني وبين الفلسطينيين والشرق اردنيين وبين الجيش والفدائيين، وتجعل من الضفة الشرقية عملياً، عازلا لمصلحة الكيان الصهيوني ومنطقة نفوذ عسكري واقتصادي وسياسي له وتحوله الى مزرعة للنفوذ الامبريالي الاميركي والالماني الغربي والبريطاني فضلا عن قمع الجماهير الفلسطينية الاردنية ونهبها وافقارها ومصادرة حرياتها الديمقراطية وتعطيل الاقتصاد الوطني. ولم يعد خافياً ان المخططات الاميركية الآن تستهدف إعادة بناه الجيش الاردني لكي يوجه ضد سورية والعراق ايضاً. ان هذه الظروف اتاحت للعدو الصهيوني فرصة ذهبية لمواصلة مخططاته في تكريس احتلاله وتسديد محاولة تصفية المقاومة المسلحة في قطاع غزة وتدجين الوضع في المناطق المحتلة، فقد تعرض قطاع غزة الى اقصى عمليات القمع والتهجير كما فرضت عل الضفة الغربية انتخابات البلدية المحليه تهدف الى خلق اوضاع مواتية للاحتلال وشق وحدة الشعب الفلسطيني، ومحاولة ابراز زعامات مزيفة بديلة لقيادات الثورة الفلسطينية وقد سار هذا جنباً الى جنب مع مشروع الملك حسين لانشاء ما يسمى بالمملكة العربية المتحدة الذي استهدف ايضاً ما استهدفته المؤامرة الصهيونية.

          ومن جهة اخرى صعدت الامبريالة الاميركية هجمتها تحت مخطط واسع يستهدف احكام الطوق على الثورة الفلسطينية وحركة التحرر العربي والاجهاز عليها وهي تستخدم لهذا الغرض العديد من المناورات والمؤامرات تحت لافتات ما يسمى بالمبادرات الاميركية والحلول السلمية والتسويات الجزئية وقرارات مجلس الامن بمساعدة نشطة من قوى انهزامية لها علاقاتها القوية اقتصادياً وسياسياً بالامبرياليين.

          ان الضربة التي وجهت للثورة الفلسطينية في الاردن في اواسط عام 1971 واشتداد الهجمة الامبريالة الاميركية والصهيونية على الثورة الفلسطينية والجماهير الفلسطينية داخل المناطق المحتلة وخارجها، وزيادة تدهور الوضع العربي الرسمي باتجاه الاستسلام، تجعل الثورة الفلسطينية والجماهير الفلسطينية والعربية تواجه ازمة عامة تأخذ بخناق الامة العربية كلها في الوطن العربي الكبير من جهة وتأخذ من جهة ثانية، بدفع المؤامرات تلو المؤامرات من اجل تصفية الثورة الفلسطينية وتصفية الوجود الوطني الموحد للشعب الفلسطيني ولقضيتة الوطنية عبر مشروعات تآمرية مثل مشروع آلون ومشروع الدويلة الفلسطينية في الضفة الغربية والقطاع والضم والتهويد ومحاولات الاستيعاب والتذويب للشعب الفلسطيني في المجتمعات التي يعيش فيها في الشتات.

          ولكن في جو الازمة تجد شعبنا العربي الفلسطيني يتحرك بتصميم وثبات دفاعاً عن ثورته المسلحة ووجوده الوطني الموحد وعن حقه في تحرير وطنه كاملاً، ولن يسمح بتصفية قضيته العادلة وثورته اللتين تشكلان مركزاً للاشعاع النضالي والثوري في منطقة يريد الامبرياليون والصهاينة ان يفرضوا عليها سيطرتهم الكاملة.

          ونجد قواعد الثورة ومقاتليها ومنظماتها الجماهيرية تدفع بقوة وبحسم تجاه الوحدة الوطنية وتصعيد الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني وتحرير الاردن وبناء الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية والالتحام بحركة التحرر العالمي وبالقوى التقدمية والمعادية للامبرياله في العالم.

          ان التوجه القوي نحو الوحدة الوطنية في صفوف الثورة الفلسطينية لا يشكل بحد ذاته كسراً لطوق الازمة ولكنه يوفر شرطاً ضرورياً على طريق كسر ذلك الطوق.

          وان تصعيد الكفاح المسلح ضد العدو الصهيوني وتعبئة الجماهير وتنظيمها، وتنشيط مختلف اشكال النضالات الجماهيرية المسلحة وغير المسلحة، والعسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية يؤديان الى استعادة زمام المبادرة والانتقال الى مواقع الهجوم في كسر طرق الأزمة.

          ان الساحة الاردنية تتميز عن أية ساحة عربية اخرى بالنسبة للثورة الفلسطينية، وقضية تحرير فلسطين، فهي تشكل من اغلبية فلسطينية لها حقوق وطنية فيها بالاضافة الى حقوقها العامة وتشكل هذه الاغلبية جزءاً رئيسياً من الشعب الفلسطيني لا مجال للحديث عن كفاح مسلح ضد العدو الصهيوني بدونها، فضلا عن ارتباط نضالها بنضال شعب شرق الاردن وارتباطه عضوياً في التاريخ المعاصر

<2>