مذكرة وزارة الخارجية السورية إلى رؤساء البعثات الأجنبية في دمشق، حول الاعتداء الإسرائيلي على سوريا
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط ا، ص 15"

مذكرة وزارة الخارجية السورية إلى رؤساء البعثات الأجنبية في دمشق، حول الاعتداء الإسرائيلى على بعض المناطق السورية.
دمشق، 9/1/1973 (البعث، دمشق، 10/1/1973)

         هاجمت القوات " الاسرائيلية " صباح 8 كانون الثاني [يناير] 1973 المواقع العسكرية على خط وقف اطلاق النار في سورية، وقصفت القوات الجوية " الاسرائيلية " مرات عديدة منشآت اقتصادية وقرى آمنة فسببت خسائر مادية كبيرة واستشهد من جرائها ضحايا كثيرة من أطفال ونساء وشيوخ بين السكان المدنيين. وقد اشتركت في هذه المعارك القوات البرية من جانبي خط وقف اطلاق النار، كما اشتركت فيها الدبابات والمدفعية.

         إن هذا العدوان الصهيوني الجبان، الذي لم يسبقه أي عمل عسكري سوري، يدل دلالة واضحة على أن سلطات الاحتلال والقوى الامبريالية التي تحميها تهدف إلى تحطيم إرادة المقاومة السورية التي تشكل عقبة رئيسية في وجه المخطط التوسعي للدولة الصهيونية، وإن قصف الأهداف المدنية مثل مستودعات المرفأ ومستودعات التبغ في اللاذقية التي توجد كلها في المنطقة السكنية من المدينة تدل كذلك على أن سلطات الاحتلال. تستهدف ليس فقط القدرة العسكرية للقوات المسلحة السورية وإنما أيضاً قدرة البلاد الاقتصادية والسكان المدنيين.

         وهي تأمل من كل ذلك أن تخلق جواً إرهابياً ومللا وسأماً عسكرياً مثلما استهدفت الغارات الجوية الأميركية - وإن كان على نطاق أضيق- ضد فيتنام الديمقراطية من 18 حتى 20 كانون الأول [ديسمبر] الماضي.

         إن الطائرات العدوة حاولت كذلك قصف المنشآت الاقتصادية في مرفأ طرطوس، غير أن المدفعية المضادة لها قد ردتها على أعقابها.

         إن قصف المنشآت الاقتصادية المتعمد في سورية يشير بوضوح إلى تصعيد جديد لسياسة العدوان " الصهيونية" الذي يمكن أن يتسع ويتطور حتى يبلغ تدريجياً أبعاداً خطيرة جداً تستجر هكذا حرباً شاملة تعم المنطقة كلها.

         إن الشعب العربي السوري وقادته يعون تمام الوعي المناورات "الصهيونية" وهم مصممون أكثر من أي وقت مضى على إحباطها بجميع الوسائل التي في حوزتهم ومهما بلغت التضحيات التي عليهم أن يتحملوها. وان القوات المسلحة السورية سترد على كل هجوم معاد ولن تقبل إطلاقاً أن يبقى أي عدوان جبان وغادر بلا عقاب.

<1>