إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول استشهاد المناضلين يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط1، ص 110- 111 "

بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول استشهاد المناضلين يوسف النجار وكمال ناصر وكمال عدوان.

(بيروت، 10/4/1973 وفا، بيروت، 10/4/1973، ص 5)

         يا جماهير شعبنا العظيم،
         أيتها الجماهير العربية في كل مكان،
         ان الهجوم الذي وقع في بيروت في الساعة الواحدة من صباح اليوم 10/4/1973، والذي استهدف عدداً من قادة الثورة الفلسطينية، الاخوة محمد يوسسف النجار (ابويوسف) وكمال ناصر وكمال عدوان، كما استهدف عدداً من مواقع الثورة، هذا الهجوم يأتي ليكشف بوضوح وحسم التآمر الاميركي الصهيوني العميل، ليس بالتخطيط والتوجيه فقط وانما بالتنفيذ العملي والملموس كذلك.

         ان كافة الحقائق المتوفرة لدى قيادة الثورة الآن تثبت ان العملية قد خططت ونفذت على ايدي المخابرات الاميركية وعملائها في بيروت، ولم يكن دور العدو الصهيوني فيها سوى تقديم غطاء اعلامي وتحركات عسكرية تضليلية تمثلت بالهجوم على كراج في صيدا، وتحريك بعض الزوارق والهيليكوبترات قرب بيروت للايحاء بان العملية خارجية وليست داخية، ولقد بدا ذلك واضحاً بتضارب الاخبار والمعلومات التي بثها راديو العدو حول العملية، وبهرب عدد من القتلة الى السفارة الاميركية.

         ان ما حدث في بيروت اليوم هو جزء من مخطط التصفية الشاملة الذي يحاول اعداء ثورتنا وأمتنا تنفيذه من اجل تمرير حلول الخيانة والتصفية التي بدت تلوح في سماء المنطقة العربية، مما يدفعنا جميعاً الى تشديد اليقظة والحذر والاستعداد لمواجهة الحملة الشاملة التي تستهدف وجود الثورة ووجود إرادة الرفض والتحدي والقتال على امتداد الوطن العربي، والتي يمثلها ويجسدها هؤلاء الابطال الشهداء.

         ان المثلث المتآمر، الامبريالية الاميركية والصهيونية والعملاء، على ثورتنا وقياداتنا قد كشف عن نفسه مراراً بالجرائم التي ارتكبت طوال الفترة السابقة، ويكشف عدداً كبيراً من العملاء ومخططاتهم، وليس العميل هشام لطفي، مساعد الملحق العسكري الاردني في بيروت، هذا العميل الذي اعترف بانه كان ينوي وضع المتفجرات في اعلام الثورة حيث يتواجد الاخ كمال ناصر، واغتيال الاخ ابو يوسف، وليست صدفة ان الجريمة التي نفذت فجر اليوم قد استهدفت هذين الاخوين ومعهما الاخ كمال عدوان.

         يا جماهير امتنا العظيمة،
         ان الجريمة البشعة التي وقعت فجر هذا اليوم لا يمكن ان تفت في عضد الثوار والجماهير. والثورة حين انطلقت تعلم ان طريقها طويل وصعب ومليء بالدماء والتضحيات، ولكنها كانت تعلم ايضاً انه الطريق الوحيد القادر على الدفاع عن شرف الامة العربية وكبريائها والقادر على ان يوصلها الى شواطئ النصر.

         ان دماء شهدائنا الابطال ستدفعنا لمزيد من الصلابة والاصرار على مواصلة المسيرة ومعنا كل جماهير امتنا التي باتت مطالبة اليوم بالوقوف بحزم الى جانب ثورتها، خاصة وان الامبريالية الاميركية قد القت بنفسها ساخرة في المعركة لضرب الثورة وانهائها.

         ان المعسكر الامبريالي الاميركي الذي طالما تشدق بالحديث عن الارهاب والارهابيين، قد كشف عن وجهه البشع في هذه العملية وبصم بالعشرة اصابع عن دور الارهاب الدموي الذي تمارسه المخابرات المركزية الاميركية والعدو الصهيوني، وعملاؤهما في المنطقة، مما يدفع كل القوى المناضلة في وطننا العربي إلى الرد باقصى اشكال العنف الثوري ضد كل اشكال التواجد الامبريالي في ارضنا.

         يا جماهيرنا العظيمة،
         ان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية تعد جماهيرنا ان تضع بين ايديها كافة الحقائق، كما تعاهدهم ان تمضي بمسيرة النضال المسلح حتى النصر، ولن تذهب دماء الشهداء هدراً، والثورة قادرة على ان ترد بعنف وقوة على كل الاعداء.


<1>