إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



برنامج الجبهة الوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 252- 253 "

برنامج الجبهة الوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة.
18 /5 /1973 (الهدف، العدد 221، بيروت، 29 /9 /1973، ص10)

          يا جماهير شعبنا في أرضنا المحتلة،
          في هذه الأيام يواجه شعبنا الفلسطيني كله داخل الأرض المحتلة وخارجها تصاعداً في موجات التآمر والهجوم الصهيوني الاستعماري الموجه ضده لضرب حركته الوطنية ومحو شخصيته المتميزة وتصفية قضيته العادلة تصفية نهائية، وإبقائه فريسة للتشرد والتمزق والاستعباد والضياع.

          فالمحتلون الصهاينة يطلقون العنان لأعمال النهب والسلب والتهويد فوق أرضنا المحتلة، ويصادرون مساحات واسعة من الأراضي والممتلكات والأبنية العربية، ويطردون أصحابها ويدمرونها ويقيمون على أنقاضها الأحياء والمستوطنات الصهيونية الجديدة، ويتخذون الإجراءات المتلاحقة لإلحاق اقتصادنا بالاقتصاد الصهيوني وجعله ذيلا للشركات الصهيونية التي تجني الأرباح الطائلة على حساب استغلال شعبنا وتحويله إلى مجموعة من الخدم والأجراء، وإرهاقه بالضرائب الباهظة والغلاء الفاحش.

          ولا يتورع هؤلاء المحتلون الغزاة عن انتهاك حرمة مقدساتنا والعمل على هدمها والاستيلاء عليها، ومحاربة ثقافتنا العربية وامتهان كرامتنا القومية وحرماننا من أبسط الحقوق والحريات التي تنص عليها شرعة حقوق الإنسان.

          وفي الوقت الذي يمنعون فيه مئات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين، سواء بعد عدوان سنة 1948 أو عدوان 1967، من العودة إلى أرضهم وديارهم والانضمام إلى أهلهم وذويهم، فإنهم يفتحون الأبواب على مصراعيها لاستقبال الوافدين اليهود من أرجاء المعمورة وتوطينهم في فلسطين بأكملها.

          ويتمادي الصهاينة فى ذلك كله بالاستناد إلى حراب الغزو والاحتلال واستخدام أبشع صنوف الإرهاب الإجرامي الذى يشابه وحشية النازيين وتجريد حملات القمع الدموية ضد شعبنا العربي الفلسطيني وحركته الوطنية داخل الأرض المحتلة وخارجها، يشجعهم الدعم الأميركي الذي لا حدود له سياسياً واقتصادياً وعسكرياً، وكذلك تحرك قوى الاستسلام والانهزام في انتظار حل أميركي يطبخ في واشنطن ويستهدف خدمة وحماية المصالح الاستعمارية الصهيونية في الوطن العربي، وتحقيق الاطماع التوسعية الصهيونية على حساب شعبنا العربي الفلسطيني وحقوقه المقدسة.

          ولكن هذه المؤامرات والهجمات، على ضراوتها وخطورتها، لم تستطع أن تخضع شعبنا الفلسطيني المناضل، رغم ما تكبده من تضحيات جسيمة وما يتعرض له من ويلات وظروف قاسية ولم تتمكن من طمس شخصيته وتصفية قضيته. بل إن هذا الشعب الباسل لا يزال في الميدان يرفع رايات الكفاح، ويقوم بدور بارز في النضال العربي العام ضد العدوان الصهيوني- الامبريالى، ويتصدى لموجات التآمر والعدوان، سواء من جانب الصهاينة أو من جانب المستعمرين وعملائهم من القوى الرجعية العميلة، واستطاع بنضاله البطولي إبراز الشخصية الفلسطينية وإحياء القضية الفلسطينية وكسب المزيد من الاعتراف والتأييد له. ويشهد على ذلك القرارات المتعددة من الأمم المتحدة والبيانات الصادرة عن المؤتمرات واللقاءات الدولية التي تؤكد كلها أنه لا سبيل إلى حل مشكلة الشرق الاوسط وإقرار السلام في المنطقة بدون تأمين الحقوق المشروعة للشعب العربي الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير والعودة.

          إن شعبنا الفلسطينى، في أرضنا المحتلة، يدرك خطورة الموقف، لأنه يقف وجهاً لوجه أمام مخططات التوسع والتهويد الصهيونية التي تنفذ على حساب أرضه ووجوده، مما يدفعه للتصدي لها ومقاومتها والسعي لتوحيد كل قواه لصد الطوفان الصهيوني الذي يهدد باكتساح كل شيء.

          ومن هنا، تنادي العديد من أبناء شعبنا في الأرض المحتلة لمواجهة الأخطار القائمة. وبعد التداول وتبادل وجهات النظر، قرروا تشكيل الجبهة الوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة باعتبارها الطريق المجرب لتعبئة وتوحيد طاقات شعبنا الكفاحية، وتجاوباً مع نداء المجلس الوطني الفلسطيني الذي انعقد في القاهرة في مطلع هذا العام.

          وبالتالي، فإن الجبهة الوطنية الفلسطينية جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير الفلسطينية والتي هي جزء من حركة التحرر العربي.

          وتتبنى الجبهة الوطنية الفلسطينية في الأرض المحتلة البرنامج التالي:
          1 - مقاومة الاحتلال الصهيوني والنضال في سبيل تحرير أرضنا العربية المحتلة.

          2 - تأمين الحقوق المشروعة لشعبنا العربي الفلسطيني وفي مقدمتها حقه في تقرير مصيره على أرضه والعودة إلى دياره.

          3 - رفض جميع المشاريع التآمرية التي تستهدف تصفية قضية شعبنا العربي الفلسطيني والتفريط بحقوقه، سواء منها المشاريع الصهيونية مثل الكيان الفلسطيني والإدارة المدنية والحكم الذاتي ومشروع آلون، أو مشروع الملك حسين،

<1>