إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حول موقفها من الأوضاع الفلسطينية والعربية الراهنة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 299- 300"

الراهنة، لاحظت اللجنة إن هذه المشاريع لا تؤدي، في الظرف الراهن، إلا إلى زرع الأوهام والبلبلة في صفوف شعبنا وأمتنا العربية، وأنها لا يمكن أن تحقق للشعب الفلسطيني أي جزء من حقوقه. لقد روجت القوى المعادية لهذه المشاريع مستهدفة خداع الشعب الفلسطيني، وزرع الأوهام في صفوف الثورة، وإلهاءها عن مهماتها المباشرة. أن تخليص الشعب الفلسطيني من وطأة الاحتلال الغاشم، وحقه في تقرير المصير، لا يتم إلا باستمرار الكفاح المسلح والجماهيري، الذي هو السبيل الوحيد لتغيير موازين القوى.

         خامساً: تؤكد اللجنة التنفيذية أن النهوض الوطني والثوري المتنامي الذي تشهده المناطق المحتلة، وخاصة في الشهور الأخيرة، إنما يدلل، من جديد، أن السياسة التي ينتهجها العدو تتصادم يومياً، بشكل حاد، مع المصالح الحيوية لشعبنا. ان ممارسات العدو في اغتصاب الأرض ومصادرتها، وتشجيع الاستيطان اليهودي في الأراضي العربية، ومتابعة سياسة الضم والاقتطاع والدمج الاقتصادي، وتدمير أسس الاقتصاد الوطني، وطمس الشخصية الوطنية المتميزة لشعبنا، وتخريب ثقافته الوطنية وتدنيس مقدساته الدينية وتراثه الوطني، إن هذه الممارسات تتناقض مع الطموح الوطني والمصالح الأساسية لكافة قطاعات شعبنا. إن اللجنة التنفيذية تؤكد أن المهمة الراهنة هي العمل من أجل قيادة وتنظيم هذا النهوض ضمن إطار جبهة اتحاد وطني، توحد نضال جماهير شعبنا ضد سياسة الاحتلال ومؤامراته، ومن أجل دحره وإحباط كافة مخططاته.

         سادساً: استعرضت اللجنة التنفيذية تطور العلاقات مع سائر القوى في الساحة اللبنانية، وأكدت على ضرورة الاستمرار في حل أية قضايا طارئة بروح من الحوار الإيجابي. وتؤكد اللجنة حرصها على استمرار الاستقرار والهدوء والعلاقات الإيجابية، بما يضمن تعزيز الثقة بين الشعب اللبناني الشقيق والجماهير الفلسطينية. وكذلك حرصها على تطوير صيغ التعاون والتلاحم بين حركة المقاومة والقوى الوطنية اللبنانية.

         سابعاً: لاحظت اللجنة، بارتياح، أن المقاومة الفلسطينية، بالرغم من كل محاولات فرض الحصار عليها والتآمر على وحدتها، قد تمكنت أن تشق طريقها بنجاح على الصعيد الدولي، وأن توطد علاقات التضامن والتحالف بينها وبين جميع القوى المناضلة من أجل الحرية والتقدم، وأن تعزز احترام شعوب العالم وإعجابها بالنضال البطولي الذي يخوضه شعبنا الفلسطيني. ولقد تجلى ذلك في مهرجان برلين العالمي الذي مثل تظاهرة ضخمة للتضامن مع الشعب الفلسطيني كما تجلى في مؤتمر الجزائر لدول عدم الانحياز الذي برزت فيه الثورة الفلسطينية ممثلة لحركات التحرر الوطني، وأحرزت الاعتراف بها ممثلة شرعية للشعب الفلسطيني ونضاله كما نصت على ذلك قرارات هذا المؤتمر. إن هذه النجاحات تشكل دعماً أكيداً لنضال الشعب الفلسطيني، وتعزز مكانته بين الشعوب المكافحة، وتشدد من عزيمته على النضال حتى تحقيق النصر.

         ثامناً: إن اللجنة التنفيذية، بعد أن درست الأوضاع الداخلية لمنظمة التحرير، أكدت ضرورة تطوير أساليب العمل الجبهوي والقيادة الجماعية في مؤسساتها. وتلاحظ اللجنة أن تنمية وسائل الحوار الديمقراطي الذي نفاخر به، داخل إطار المنظمة وفي هيئاتها، هي الكفيل بحل أية قضايا طارئة يواجهها العمل الوطني.


<2>