إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول موقفها من حرب أكتوبر
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط1، ص 358 - 359"

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول موقفها من حرب
تشرين الأول (اكتوبر).

(الهدف، العدد 223، بيروت، 13/10/1973، ص 3)

          يا جماهير امتنا العربية،
          اليوم يخوض ابناء امتنا البواسل معارك شرف وبطولة فوق ترابنا الذي رزح تحت اقدام العدو الصهيوني ردحاً من الزمن، فما هو واجبنا تجاه وطننا الحبيب في هذا الظرف الدقيق الذي نمر به؟

          لقد ادانت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حالة الصمت الذليل التي خيمت على جبهاتنا سنوات طويلة، وطالبنا بكسر هذا الصمت وتحطيم الامر الواقع الذي يحاول العدو الصهيوني خلقه فوق ترابنا. لقد كنا، بذلك، نعبر عن آمال جماهيرنا العربية، ونطالب بتحقيق احد مطالبها الرئيسية في هذه المرحلة. وتعبيراً عن آمال الجماهير وقناعاتها، طالبنا بالقتال من أجل تحرير اراضينا المغتصبة، لاننا نعرف ان لا طريق للتحرير سوى القتال الطويل الامد الذي يستنفد قوى العدو على مدى الايام، ويعدل في ميزان القوى المائل لمصلحة العدو الصهيوني الى ان ترجح كفة هذا الميزان لصالح جماهيرنا المقاتلة ضد قوى الصهيونية والامبريالية، قوى التوسع والاستغلال، القوى التي تنهب ثرواتنا وتحولها سلاحاً بيد أعدائنا لذبحنا.

          ونحن، اذ نرقب بفخر واعتزاز جنودنا البواسل يأخذون مواقعهم الى جانب المقاتل الفلسطيني، لا يمكننا الا ان ننبه جماهيرنا كي تبقى مفتوحة الاعين ساهرة، كي لا تتحول دماء ابناء امتنا فوق ارضنا المحتلة الى ثمن يدفع على موائد التسوية. فقد علمتنا السنون وتجاربها التي مر نضال شعبنا فيها، ان تكون رؤيتنا اوضح وان نكون حريصين لتفويت الفرصة امام اي اتجاه للمساومة او لهدر طاقات ودماء جماهيرنا من اجل الحلول الوسط التي تبقي على حقوق شعبنا مهدورة.

          اننا نرى ان واجبنا الثوري يفرض علينا ان نصارح الجماهير بحقيقة عدونا الخبيث والمتطور القوة. يجب علينا ان لا ننتظر نصراً سريعاً حاسماً في ايام معدودة كما يحاول البعض تصويره، بل يجب ان نأخذ من بدء المعركة فرصة لنعمل جاهدين لكي نستمر بشكل متصل حتى التحرير.

          ان تفوق عدونا الصهيوني لا يمكن ان يهزم الا بحرب طويلة النفس، ننهكه فيها، ونوجه له الضربة تلو الاخرى حتى يخر صريعا. اننا اذا عرفنا طبيعة عدونا معرفة حقيقية، يسهل علينا تصفيته. علينا ان نقاتل، وان نجعل من المعركة معركة تستمر لا معركة تنتهي في منتصف الطريق على مائدة مفاوضات استسلامية. ان طبيعة العدو المتفوق علينا تقنياً والمرتبط بالامبريالية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الاميركية، ارتباطاً عضوياً ومصيرياً، وطبيعة مجتمعنا المتخلف، يجعل من تناقضنا معه - تناقضاً حاداً لا يحل الا بحرب طويلة الامد، تعبأ فيها كافة القوى الوطنية والتقدمية التي هي على استعداد أكيد لقتال العدو.

          يا جماهير امتنا المجيدة،
          اننا مطالبون، جميعا، بالقاء كافة قوانا في هذه المعركة بشكل مخطط ومدروس. وفي نفس الوقت، فاننا مطالبون بان نشكل قوة طليعية كي تستمر المعركة حتى النصر. لذا، فاننا نناشد كافة القوى الوطنية والثورية في وطننا العربي بالمساهمة في المعركة، مجندة خلفها طاقات جماهيرنا لتشارك بشكل فاعل في معركة المصير هذه. وأيضاً، فان كافة أحرار العالم مطالبون بالوقوف مع جماهير شعبنا العربي التي تقاتل غزوة العدو الصهيوني النازي الجديدة.

          ان المشاركة الفعالة لجماهيرنا ولطلائع هذه الجماهير، تتطلب اطلاق حرياتها، وافساح فرصة العمل الواسع امامها، لانه لا يمكن لجماهيرنا ان تساهم في المعركة مساهمة حقيقية تدفع في المعركة خطوات باتجاه انتزاع النصر في المعركة، دون اطلاق تلك الحريات.

          يا ابناء شعبنا العربي،
          يا قوى التحرر والتقدم في العالم،
          ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، اذ تطالب الجماهير الشعبية العربية وطلائعها المقاتلة بالقاء ثقلها في المعركة، فانها ترى ان اطلاق هذه الحريات لجماهيرنا في الساحة الاردنية والساحة اللبناية بشكل خاص، شرط ضروري من شروط هذه المشاركة، ومن شروط تحقيق الانتصار. لذا، فان على جماهير شعبنا العربي ان تهب لتلعب دورها في المعركة، ولتكون قمة في الوعي والتأهب والنشاط الثوري لنيل الحرية والكرامة والشرف. فلنجعل من معركتنا معركة مستمرة حتى تصفية الكيان الصهيوني.

          يا جماهير شعبنا الفلسطيني،
          يا امتنا العربية الخالدة،
          يا مقاتلينا الابطال في الوطن المحتل،
          ان حركة المقاومة كانت وما تزال في حالة حرب دائمة مع الكيان الصهيوني المعتدي. والآن، وقد جاء القرار العربي لينضم الى القرار الفلسطيني، أن على حركة المقاومة تحمل

<1>