إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول وجوب استمرار القتال على الجبهات مع اسرائيل
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 393 - 394"

بيان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول وجوب استمرار
القتال على الجبهات مع إسرائيل.

22/10/1973

 

(الهدف، العدد 225، بيروت،
27/10/1973، ص3)

         يا جماهير امتنا العربية،
         يا جنودنا البواسل،
         في السادس من تشرين الاول [اكتوبر]، فتحت الامة العربية صفحة جديدة من تاريخها، واضعة ارادة امتنا على المحك في مواجهة العدو الصهيوني الذي سيطر على ارضنا مطمئناً الى انتصاراته طيلة ربع قرن من الاغتصاب. وخلال ايام معدودة من القتال الباسل، استطاع جنود امتنا، على الجبهتين المصرية والسورية، وثوارنا الابطال في الأرض المحتلة وعلى الجبهات العربية، وجماهيرنا المتفانية في التضحية، ان تحطم اسطورة " الجيش الاسرائيلى الذي لا يقهر " !! وانزال افدح الخسائر البشرية والمادية بين صفوفه، وخلخلة دعائم الكيان الصهيوني على أرض فلسطين المحتلة.

         ولقد وقفت جماهيرنا، خلال أيام المعارك هذه، وما زالت، على أتم الاستعداد لتعطي كل شيء، دماءها، ارواحها، اموالها، وكل شيء لديها، لتحقيق اهداف الجماهير، وازالة الاضطهاد والمذلة التي لحقت بأمتنا خلال عشرات السنين. وخلال هذه الايام القليلة من القتال ضد العدو الصهيوني الامبريالي، بدأت الظروف تنضج بسرعة لخلق مقومات استمرارية الكفاح المسلح العنيد الذي تشكل الجماهير العربية فيه الدعامة الرئيسية لتصفية الكيان الصهيوني وتحقيق الانتصار.

         وجاء قرار مجلس الامن في 22 تشرين الاول [ اكتوبر] بوقف اطلاق النار، محاولة واضحة لقطع الطريق على الجماهير العربية من استمرار قتالها العادل والمشروع لبلوغ كافة اهدافها المشروعة.

         يا جماهير امتنا العربية،
         يا مقاتلينا الابطال،
         لقد عاشت امتنا فترة وقف القتال على الجبهات العربية، تلك الفترة التي اذلتنا جميعاً والتي عشتم انتم جنود امتنا العربية خلالها ذل الصمت الذي عززت الصهيونية والامبريالية، من خلاله، سيطرتها على اراضينا وثرواتنا، وسامت جماهيرنا عذاب الذل والمهانة، واتاحت للرجعية العربية ان تتصدى بحقارة وصلافة للثورة الفلسطينية على ارض الاردن لسد فوهات بنادق الثوار التي انهكت العدو الصهيوني.

         لقد عاشت جماهيرنا مرارة وذل وقف اطلاق النار بالملموس. اما اليوم، فإنها تقف مرفوعة الرأس، وتعيش حالة القتال والنضال المحتدمة على ارضنا ضد العدو الصهيوني الامبريالي، وتلمس نتائج ذلك، وتدرك ان استمرار المعركة سيزيد من بلورة القوى الجماهيرية العربية ومساهمتها الملموسة في هذه المعركة، كما تدرك ان وقف اطلاق النار سيجهض هذه المشاركة ويتيح للعدو فرصة اعداد نفسه وبناء ما تدمر من قواته للاجهاز، من جديد، على حركة التحرر العربية وجماهير امتنا. لقد عرفنا طبيعة عدونا الصهيوني، وعرفنا ان تناقضنا معه تناقض مصيري، وانه ذو طبيعة توسعية عنصرية غادرة. وسيرى عدونا في وقف اطلاق النار، فرصته الذهبية للتهيؤ، من جديد، للانقضاض علينا في اللحظة المناسبة، ومتابعة تحقيق اهدافه العدوانية التوسعية التي لم تعد خافية على جماهير شعبنا.

         يا جماهير امتنا العربية،
         إن كل امة تريد تحقيق اهدافها لا تستطيع، على ضوء معطيات العصر، ان تحقق ذلك من خلال ايام او اسابيع او اشهر، بل لا بد لها من امتلاك الارادة للمثابرة على النضال الطويل المدى، تشارك فيه الجماهير المنظمة والمعبأة والمسلحة، وهذا هو الطريق الوحيد امام امتنا لتحقيق اهدافها.

         انطلاقاً من هذه القناعة، نطالب قوى الثورة الفلسطينية كلها، باسم المسؤولية التاريخية، ألا تقع فريسة التردد او التواطؤ، وان تتخذ المواقف الثورية السليمة التي توضح الطريق امام الجماهير. ذلك نطالب قوى التقدم والتحرر في الوطن العربي بأن ترفض وقف اطلاق النار، وان تقود الجماهير العربية على طريق الاستمرار في النضال ضد العدو الصهيوني الامبريالي. ونناشد الانظمة الوطنية العربية التي بدأت القتال باسم آلاف الشهداء، وترابنا العربي، وشعبنا الذي يرزح تحت نير الاحتلال، ألا توقف القتال حتى تفوت على عدونا فرصة استلام زمام المبادرة للانقضاض عليها وعلى جنودنا البواسل الذين تاقوا للقتال سنين طويلة، وابلوا بلاء حسناً عندما اعطيت لهم الفرصة، والمصممين على الاستمرار والنصر النهائي.

         نناشد جنودنا وضباطنا وقواتنا المسلحة في الجبهات ألا

<1>