إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



مذكرة الحكومة الأردنية إلى الدكتور هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا حول موقفها من الصراع
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 420 - 421"

مذكرة الحكومة الاردنية الى الدكتور هنري كيسنجر،
وزير الخارجية في الولايات المتحدة الاميركية، حول
موقفها من " القضية العربية - الاسرائيلية".
(1)

مطلع تشرين الثاني
(نوفمبر) 1973

 

(الحرية، العدد 649، بيروت،
12/10/ 1973، ص 6)

1 - ما قبل الحرب:
          منذ حرب 67 والاردن يسعى جاهداً بكل طاقاته، لايجاد سلام عادل ودائم في الشرق الاوسط. وقد حذرنا ايضاً وتكراراً، انه ما لم تغير اسرائيل او يصار الى اقناعها بتغيير سياستها المتعنتة والتوسعية بضم الاراضي العربية: فان اثارة حروب جديدة محتملة الحدوث، وتوقعنا انفجار الحرب. وكنا متأكدين بأن الوضع متفجر للغاية، وكنا نرجو بأن الجهود ستبذل لمنع وقوع الحرب، باقناع اسرئيل بأن تسهم بخطوة ايجابية للوصول الى تسوية سلمية وعادلة. وبكل اسف، فان هذا لم يحدث، ووقعت الحرب.

2 - الحرب:
         علمنا، من قبل الرئيس السادات، قبل نشوب الاعمال العدائية، بأن هدف السياستين المصرية والسورية و/ او ان العمليات العسكرية المحتملة الحدوث، لن تكون لتدمير او لإبادة اسرائيل. وكان الغرض هو الحصول على مركز افضل للمفاوضات، اذ ظهر جلياً انه من المستحيل السير في طريق التسوية السلمية بدون الحرب اولا.

         وبالحقيقة، فان هذا التدهور المؤسف كان يجب ان لا يسمح بتطوره. وعلى كل حال، وقد انفجر القتال، فقد وجد الاردن نفسه في موقف صعب للغاية. فقد كانت حرباً لم نخطط لها، ولم نعد لها، ولم نشارك في التخطيط او الاعداد لها. ولم يكن بمقدرونا ان نبقى بمعزل كلي، وان هذا الحرب، كما ظهر، كانت حرباً عربية ضد اسرائيل لاسترجاع الحقوق والاراضي العربية. وعندما يصبح الموضوع، موضوع الاراضي والحقوق فنحن، عندئذ، الفئة المعنية مباشرة بالاراضي والحقوق. دخولنا الحرب كان يعني تدمير الاردن، وتدمير قواتنا المسلحة. ولحد ما، فانه لو كان من سياسة الاردن شيء من عدم المسؤولية او الانتهازية، لكان سبب لاسرائيل اوقاتاً عصيبة ولحد من قدرتها للتغلب على التهديدات الاخرى، بنفس الطريقة، وبصرف النظر عن النتائج للاردن. وكيفما كان، فان التطورات على الجبهة السورية اضطرتنا لتبني عمل معين، وهو العمل الوحيد المنطقي. فقد ارسلنا قواتنا الى سورية لتشارك في الدفاع عن الوطن السوري. هذا دور يعيد فيه التاريخ نفسه. نحن مسرورون بقرار وقف اطلاق النار تجاه سورية، بينما احتفظنا بقواتنا المسلحة تحت امرة القيادة السورية. ان هذه القوات ستبقى هناك حتى يعلن السوريون انهم في غنى عنها.

3 - بعد الحرب:
         
الآن والحرب قد انتهت، ونرجو ان تكون قد انتهت فعلا، فاننا نشعر بأنه ما لم يتقرر حل سريع لورطة الجيش المصري الثالث، وتسوى قضية اسرى الحرب، وما لم تحل قضية الاراضي السورية المحتلة في اكتوبر [ تشرين الاول] سنة 1973، ومع تزويد السوفيات والاميركان بالاسلحة والمعدات البديلة، فانه من المحتمل ان يستأنف القتال في أي لحظة. والآن، نجد انفسنا فجأة نواجه معركة السلام. وهنا نرغب ان نتفق معكم الى أين نسير وكيف. القضية الاردنية تختلف عن قضيتي مصر وسورية، مع ان وحدة ضفتي الاردن في المملكة الهاشمية استمرت مدة اطول مما استمر الكيان الجغرافي الفلسطيني تحت الانتداب البريطاني، وقضية الشعب بمقوماته التاريخية والعلاقات والروابط الطبيعية لتمثل العائلة الواحدة. وفي الحالات الاخيرة، فان الاراضي التي تحتلها اسرائيل من المناطق المصرية والسورية، لا تتعلق مباشرة بالقضية الفلسطينية. كانت هناك حدود دولية بين اسرائيل من جهة، وبينها وبين سورية من جهة اخرى قبل حرب الايام الستة. اما بين الاردن واسرائيل، فكان هناك خط الهدنة فقط. فالضفة


(1) قدمت هذه المذكرة بمناسبة زيارة الدكتور كيسنجر للاردن في الاول من تشرين الثاني (نوفمبر). وأفاد بعض الصحف انها وجهت، ايضاً، الى سفارات الدول الاجنبية في عمان. (النهار، بيروت، 5/12/1973).

<1>