إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) مذكرة الحكومة الأردنية إلى الدكتور هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا حول موقفها من الصراع
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1973، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 9، ط 1، ص 420 - 421"

الغربية للاردن كانت منطقة اردنية، مع انها، ايضاً، جزء من فلسطين. فالفلسطينيون في الضفة الغربية هم مواطنون اردنيون، علماً بأنهم فلسطينيون ايضاً. ان حقوق الشعب الفلسطيني ليست في الضفة الغربية فحسب، ولكنها في الارض المسماة الآن اسرائيل، وفي مفهوم قرارات هيئة الامم المتحدة. وهنا، فالسؤال القائم من هو الشعب الفلسطيني، ومن يمثلهم، وكيف؟ ان موقفنا، بوجه عام، وعليه ننشد مساعدتكم وموافقتكم، هو كالآتي:
         أ - ان الضفة الغربية من الاردن هي منطقة اردنية فلسطينية احتلتها اسرائيل سنة 1967. ان مسؤولية وواجب وحق الاردن باستعادة هذه المنطقة الى الفلسطينيين، نظراً لان خط ما قبل 1967، كانت خط وقف اطلاق النار مع اسرائيل، فان الاردن مستعد لان ينظر في تعديل طفيف متبادل في الحدود. ومع ذلك، فان الاردن لا يستطيع في اي حال من الاحوال، ان يساوم او يتنازل عن سيادته الكاملة عن القسم العربي من القدس الاسلامية والمسيحية، لانها مدينة السلام لجميع المؤمنين بالله: نحن مستعدون للدخول في مفاوضات مع اسرائيل، بالشكل الذي يتفق عليه جميع الاطراف المعنية، للوصول الى تسوية تنفيذاً لقرار مجلس الامن رقم (242)، ونعتقد بأن المفاوضات يجب ان تكون من الجانب العربي والجانب الاسرائيلي، تحت اشراف معين. لا يهمنا اذا ما عولجت جميع جوانب القضية، شريطة ان لا يتم انجاز نهائي قبل التوصل الى اتفاق لجميع جوانب القضية، وبيدنا اتفاق نهائي او ما لم يفهم تماماً بأن اي تقدم يحرز، فيما يتعلق بقضايا البلاد العربية مع اسرائيل، هو مربوط بالنتيجة بالشكل الذي يتم فيه الاتفاق النهائي ولا يعرض تنفيذه للخطر.

         ب - نحن لا نعارض اشراك وفد فلسطيني في المفاوضات، علماً بأننا لا نقر بحق اي فلسطيني يطالب بتمثيل جميع الفلسطينيين مطالبة لا نملكها نحن انفسنا. نحن لا نعترض على اشراك وفد فلسطيني في مفاوضات السلام، شريطة ان يقتصر دوره على نشدان حقوق الشعب الفلسطيني في تلك المرحلة خارج الضفة الغربية، مثلا غزة، واية مطالب اخرى اعادة التوطين و/ او التعريض. لدينا معلومات ان بعض الدول في المنطقة، ودول وقوى خارج المنطقة، يحاولون استخدام المنظمات الفدائية ومنظمة التحرير الفلسطينية لعرض انشاء دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة. نحن لا نقبل ان تكون هذه الفئة جزءاً من مفاوضات تسوية سلام مع اسرائيل. عند رجوع الضفة الغربية للاردن في اتفاق نهائي ومفصل، فنحن مستعدون، تنفيذاً لالتزاماتنا وتنفيذاً لكلمتنا، للقبول بأن نعطي الشعب في الضفة الغربية، للمرة الثانية، الحق بتقرير مستقبله. نقبل ذلك من اجل مصلحة اعطاء الشعب الفلسطيني تماماً حقه في تقرير مصيره، شريطة ان يطبق هذا على المناطق الفلسطينية المعادة وسكانها، وبشرط ان يحل، بعد الانسحاب الاسرائيلي، وجود دولي، هذا الوجود الذي عليه، خلال اقصر وقت ممكن، ان يعمل بأمانة تامة وبدون تدخل، على تحقيق تقرير لمستقبل مصير فلسطيني، على الاسس التالية:
         أ - ان تشكل حكومة فلسطينية منفصلة في جميع المناطق.
         ب - تتحد مع الاردن وفقاً لمشروع المملكة العربية المتحدة.
         ج - ان تكون جزءاً من المملكة الاردنية الهاشمية.

         ان الاردن في ضفته الشرقية، سيعطي مثل هذه الهيئة الدولية كل المساعدات الممكنة لتتصل بجميع الفلسطينيين ضمن حدوده، ليقرروا بحرية اجوبتهم على الخيارات الثلاثة مجتمعة.

         وتتعهد المملكة الاردنية الهاشمية بأن تحترم اي خيار يختاره الفلسطينيون ويعبرون عنه بحرية مطلقة كاملة. اذا ما نجحت مساع اخرى في جذب منظمة التحرير الفلسطينية، (من خلق دول عربية تاريخياً مفروضة على الفلسطينيين) او ما يسمى الممثل للفلسطينيين، لان ينازع الاردن في حقه باستعادة الضفة الغربية، فان هذا يعني، فعلا، ان الاردن ليس طرفاً في الصراع بعد الآن،، لانه لا ارض له محتلة. وهذا بالطبع خطير، بالاضافة الى انه، حقيقة، يخالف قرار مجلس الامن رقم (242) مخالفة صارخة.


<2>