إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان المكتب التنفيذي للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية حول الاعتداءات الإسرائيلية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 171 - 173"

بيان المكتب التنفيذي للجبهة العربية المشاركة في الثورة
الفلسطينية حول الاعتداءات الاسرائيلية على المخيمات
الفلسطينية في لبنان.
(1)

بيروت، 22/5/1974

 

(وفا، النشرة الثانية، بيروت، 22/5/1974، ص 2)

         بعد العمليات الواسعة التي نفذها مقاتلو الثورة الفلسطينية داخل ارضهم المحتلة في الخامس عشر من ايار [مايو]، شنت اسرائيل، كما تعلمون، سلسلة اعتداءات وحشية بالطيران وبالاسطول البحري والمدفعية، على ثلاثة من اكبر مخيمات الفلسطينيين في جنوب لبنان: " عين الحلوة قرب صيدا؛ النبطية؛ الرشيدية قرب صور "، وعلى قسم كبير من قرى الجنوب ومناطق لبنانية اخرى آهلة بالسكان.

         وبنتيجة الاعتداءات المذكورة، سقط عشرات الشهداء من الرجال والنساء، والاطفال، كما اصيب مئات الجرحى، وتهدمت مئات المنازل، وتشرد الالوف من ابناء الشعبين الشقيقين الفلسطيني واللبناني. وفي بعض الاماكن (كما جرى في مخيم النبطية)، اصيبت وحدات سكنية كاملة بالدمار الكلي، هذا فضلا عن الخراب الذي لحق ويلحق بالمواسم الزراعية على امتداد منطقة واسعة من الجنوب اللبناني.

         ولم تتورع القوات الاسرائيلية بعد كل غارة، عن إعادة الكرة عمداً، واطلاق القنابل المحرقة على سيارات الاسعاف، وعلى مجموعات الانقاذ التي كانت تسارع الى الاماكن التي تعرضت للقصف لاسعاف المصابين، بحيث ان القسم الاكبر من الضحايا قد اصيب بهذه الصورة. كما انها لم تتورع عن إلقاء الالعاب الملغومة وقطع الشوكولا والسكاكر المسمومة، وذلك في تصميم رهيب منها على إلحاق الاذى بالعديد الاكبر من الاطفال الفلسطينيين واللبنانيين.

         كما تحاول السلطات الاسرائيلية ايضاً، عن طريق هذه الجرائم، وعن طريق تحميل الشعب اللبناني المسؤولية عن اعمال المقاومة في الداخل، خداع الرأي العام العالمي، وتغطية واقع تزايد هذه الاعمال التي تنطلق من داخل الاراضي المحتلة - الامر الذي هو نتيجة طبيعية لاستمرار الاحتلال، ولمتابعة التنكيل بأبناء الشعب العربي الفلسطيني، ولاستمرار الازدراء بحقوق هذا الشعب الوطنية - ولا سيما حقه في العودة وفي تقرير مصيره على ارضه.

         ايها الاخوة،
         لم تكن العمليات التي نفذتها قوات العدو الصهيوني بعد الخامس عشر من ايار [مايو] الاولى من نوعها، كما لن تكون الاخيرة. وما قامت به اسرائيل، خلال الاسبوع الفائت، ليس إلا تصعيداً لعدوانها المستمر على لبنان، وجنوبه بشكل خاص، وكل الدلائل تشير الى ان العدو الصهيوني ماض في مخططه التصعيدي هذا، بهدف ضرب الوجود الوطني للشعب الفلسطيني وتحطيم مقاومة الشعب اللبناني الذي احتضن الثورة الفلسطينية وبذل في سبيل حمايتها الكثير من الدماء والتضحيات.

         ان لبنان يتحول اليوم بعد التطورات الاخيرة في المنطقة، وتحت وطأة العدوان الاسرائيلي المتصاعد، الى ساحة اساسية، دفاعاً عن حق الشعب الفلسطيني في النضال من اجل تحرير وطنه وتقرير مصيره بنفسه على ارضه.

         ومن الواضح ان الساحة اللبنانية سوف تواجه، خلال الفترة المقبلة، المزيد من اعتداءات اسرائيل الوحشية ومحاولاتها ضرب الوجود الوطني الفلسطيني، وفك عرى التضامن المصيري بين ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني، وتمرير المشاريع الهادفة الى تصفية القضية الفلسطينية.

         غير ان ثقتنا المطلقة بان الشعبين الفلسطيني واللبناني صف يواجهان العدوان الصهيوني المستمر بمزيد من الصمود والوحدة، يجب ان لا تجعلنا ننسى، للحظة واحدة، ان لبنان يتصدى اليوم للعدوان الاسرائيلي في ظل أقسى الظروف


(1) أذاع السيد كمال جنبلاط، الامين العام للجبهة، هذا البيان في مؤتمر صحافي عقهد لهذه الغاية.

<1>