إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان المكتب التنفيذي للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية حول الاعتداءات الإسرائيلية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 171 - 173 "

واكثرها صعوبة. ان انكشاف الارض اللبنانية امام العدو، وافتقار سكان الجنوب لابسط مقومات الدفاع عن النفس، وانعدام الامكانيات المادية اللازمة لتوفير الحد الادنى من عمليات الاغاثة المطلوبة للسكان اللبنانيين والفلسطينيين الذين يصيبهم العدوان الاسرائيلي في موارد رزقهم واماكن اقامتهم وبيوتهم، ان ذلك كله يضع معركة الصمود الوطني في لبنان امام تحديات خطيرة لا بد من التسلح بالمزيد من التضامن العربي الفعال في مواجهتها.

         ان ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني يتحملون الآن قسطاً كبيرا من تبعات صد الغزو الصهيوني البربرية عن الامة العربية كلها، فمن حقهم اذن ان ينالوا من كل العرب اقصى الدعم وجميع اشكال المساندة العملية والعون الفعال.

         ولقد عقد المكتب التنفيذي للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية عدة اجتماعات بعد الاعتداءات الاسرائيلية الاخيرة، وهي الاجتماعات التي حضرها الاخ ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وقرر اتخاذ سلسلة من الخطوات، على مختلف الاصعدة، لمواجهة متطلبات الصمود اللبناني الفلسطيني في الظروف الراهنة.

         ولقد انطلقنا في هذه الاجتماعات، من واقع ان الجبهة العربية المشاركة التي قامت في الاصل من اجل ان تكون اطاراً عربياً شاملا لتعبئة وتنظيم القوى والامكانيات المادية والبشرية والسياسية التي ينبغي حشدها وراء الثورة الفلسطينية، كي تتمكن من متابعة نضالها، تتحمل اليوم مسؤولية كبرى في تأمين وسائل الصمود الاولية على ارض لبنان، فلا يجوز ترك الساحة اللبنانية تواجه منفردة عدواً يسلط عليها اليوم كل وسائل التهديد والدمار التي يملكها.

         كما انطلقنا في هذه الاجتماعات، من واقع دعم وصمود الثورة الفلسطينية والشعب اللبناني، وهي قضية تهم سائر القوى الديمقراطية وقوى السلام في العالم بأسره، لان الاعتداءات البربرية التي يتعرض لها اليوم الشعب اللبناني والفلسطيني، هي جزء من المحاولات التي تبذل اليوم للضغط على البلدان العربية وشعوبها من اجل فرض حل يتجاهل حقوق الشعب الفلسطيني الوطنية، ويمكن المعتدين من الاحتفاظ بالاراضي التي استولوا عليها بالقوة بعد حرب حزيران [يونيو].

         من هذين المنطلقين، قرر المكتب التنفيذي للجبهة، بالتعاون مع منظمة التحرير الفلسطينية التي انتزعت في الفترة الاخيرة، بفضل تضحيات المقاومة والشعب الفلسطيني، اعترافاً عربياً واسلامياً ودولياً واسعاً بها كممثلة شرعية وحيدة لشعبها، اتخاذ الخطوات العاجلة الاتية على الصعيد الاعلامي، وعلى صعيد الاتصالات، وذلك كجزء من العمل المطلوب لدعم صمود الشعبين الفلسطيني واللبناني:
         1 - توجيه نداءات حملتها رسائل الى رؤساء الدول العربية كافة، والى الاحزاب والمنظمات العربية الاعضاء في الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية، شرحت فيها وقائع الاعتداءات الاسرائيلية واهدافها ونتائجها، وأكدنا فيها على ضرورة تقديم العون السريع للمساهمة في مساعدة عائلات الشهداء والجرحى، واعادة تعمير المنازل والمناطق التي تعرضت للدمار، والتي يقيم سكانها الآن في العراء.

         2 - توجيه نداء الى المنظمات العالمية الرسمية والشعبية كالامانة العامة لمؤتمر البلدان غير المنحازة، والامانة العامة لمؤتمر البلدان الاسلامية، ومنظمة تضامن الشعوب الافرو - آسيوية، ومجلس السلم العالمي، والاتحاد النقابي العالمي، واتحاد الشباب والنساء والطلاب والحقوقيين والصحافيين، تكشف عن حقيقة اهداف الاعتداءات الاسرائيلية، وتظهر بطلان الدعايات الصهيونية التي تحاول إلقاء التبعة على الشعب اللبناني وتحميله المسؤولية عن تصاعد أعمال المقاومة المسلحة التي تجري داخل الاراضي المحتلة وتنطلق منها، في حين ان تصاعد هذه الاعمال هو من جهة نتيجة طبيعية وحتمية لاستمرار الاحتلال الصهيوني ومتابعة التنكيل بأبناء الشعب الفلسطيني والازدراء بحقوقهم الوطنية، كما هو، من جهة اخرى، نتيجة طبيعية لسقوط "هيبة" الاحتلال بعد ان حطمت حرب تشرين [الاول (اكتوبر)] الوطنية اسطورة (الجيش الذي لا يغلب "، ولنمو النضالات الشعبية التي تخوضها الجبهة الوطنية الفلسطينية في الارض المحتلة، وللمكانة التي اصبحت تحتلها منظمة التحرير الفلسطينية على الصعيد العربي والاسلامي والدولي، بعد مؤتمرات عدم الانحياز والقمة العربية والاسلامية، و بعد تزايد الاعتراف الدولي بها كممثلة وحيدة لاماني شعبها ونضالاته.

         ولقد طلبنا، في هذه الرسائل، ان يتخذ الرأي العام الديمقراطي العالمي موقف الدعم السياسي والمادي من قضية الشعب الفلسطيني، وان تسهم المنظمات العالمية الرسمية والشعبية بتقديم المساعدات العاجلة لضحايا الاعتداءات الاخيرة من ابناء الشعبين الفلسطيني واللبناني.

         ايها الاخوة،
         اننا على ثقة من ان الشعبين اللبناني والفلسطيني سوف يتغلبان على الارادة الجانية التي تبغي إخضاعهما، ومن انهما سيواجهان بروح معنوية عالية هذه الاعتداءات والمحاولات الاثيمة.

         ونحن نتوجه اليكم لكي تعززوا بأقلامكم هذا الصمود، كما نتوجه بصورة خاصة الى ممثلي وسائل، الاعلام الاجنبية لكي ينقلوا الى الرأي العام في بلدانهم حقائق ما يجري في بلادنا، وفي هذه المنطقة، هذه الحقائق التي تحاول الدعايات الصهيونية طمسها، بل عرضها بصورة مشوهة معكوسة. وشكراً لكم.


<2>