إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



رسالة المجلس الوطني الفلسطيني إلى الرئيس أنورالسادات، رئيس جمهورية مصر العربية
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 199 - 200"

رسالة المجلس الوطني الفلسطيني الى الرئيس انور السادات،
رئيس جمهورية مصر العربية.

القاهرة، 2/ 6/ 1974

 

(الاهرام، القاهرة، 4/ 6/ 1974)

         باسم رئيس المجلس الوطني الفلسطيني المجتمع في دورته الثانية عشرة، وباسم اعضائه، أشكركم على الرسالة التي تلقيناها منكم، لما تضمنته من تجديد الدعم لقضيتنا وموقفنا.

         ان المجلس الوطني الفلسطيني، الذي يعبر عن طموحات الشعب الفلسطيني وارادته الثورية، يدرك تماماً الادراك ان الدعم المصري للقضية الفلسطينية هو دعم مكرس بالتضحيات الغالية التي قدمها الشعب المصري على مر الاجيال، وفي اكثر من معركة مع العدو الصهيوني. ولم تكن حرب تشرين [الاول ] (اكتوبر) الوطنية سوى مرحلة من مراحل التضحيات، اتيح لها ان تحقق منجزات ايجابية عديدة، وان تفتح المجال امام البحث في قضية الصراع العربي - الاسرائيلي المحتم، لتضعه في مسار نوعي جديد، فرض فيه على الحركة الصهيونية بداية التراجع والانحسار عن اطماعها الاستعمارية التوسعية، وان تطرح للنقاش من جديد صحة هذه المنطلقات وقدرتها على الصمود امام المتغيرات العربية المتسارعة.

         ان إنجازات حرب تشرين [الأول (اكتوبر) ] والتغيرات التي فرضتها، لم تكن صدفة على الاطلاق. فمن ارادة الصمود ورفض الاستسلام التي برزت بقوة وحزم لدى الشعب المصري ولدى كافة الشعوب العربية بعد هزيمة حزيران (يونيو) 1967، الى بروز الثورة الفلسطينية واتساع نشاطها وقدرتها على إحياء، الشخصية الفلسطينية وبعث الوجود الفلسطيني وانتزاع الاعتراف العالمي بها، الى التضامن العربي الذي عبر عن نفسه بأشكال الدعم المتعددة، تكاملت العناصر التي مكنت حرب تشرين [ الاول (اكتوبر) ] من تحقيق العديد من الانجازات الوطنية والقومية على طريق إرغام العدو الصهيوني - الامبريالي على التراجع امام ضغط القوة العسكرية والاقتصادية والسياسية العربية.

         وبسبب هذه المنجزات التي انعكست، بشكل مباشر، على المشروع الصهيوني وعلى دوره في دعم النفوذ الامبريالي في المنطقة العربية، كان من الطبيعي ان تظهر المحاولات الاستعمارية الدؤوبة لتعطيل هذه المنجزات وافراغها من مضمونها.

         فان المحاولات الاستعمارية لتعطيل منجزات حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)] وحرفها عن تحقيق الاهداف السياسية التي تستطيعها، كثيرة ومتنوعة، بدأت محاولات التشكيك بقيمة الانتصار العربي وجدواه، واستمرت كذلك في محاولات ضرب المضمون الاساسي لمنجزات الحركة الوطنية العربية ومفاهيمها النضالية التي تكرست على مدى سنوات طويلة. وفي مسار هذا كله، كانت هناك ايضاً محاولة دؤوبة لتطويق الثورة الفلسطينية، والاستمرار في سياسة التحكم في مصير الشعب الفلسطيني، وفرض الارادات عليه وعلى حقه في تقرير مستقبله.

         ومن هنا، فاننا نقدر المؤقف الذي تضمنته رسالتكم من توضيح وتأكيد لالتزام مصر بان منظمة التحرير الفلسطينية هي الممثل الشرعي الوحيد لشعب فلسطين، واننا اصحاب الحق الوحيد في الحديث باسم الفلسطينيين، وانه لا تفريط في الحقوق المشروعة لشعب فلسطين كما يحددها ممثلوه.

         اننا نرى في توضيع وتأكيد هذا الالتزام، اسهاماً في السعي لضرب المؤامرات الاستعمارية والرجعية الهادفة لتعطيل منجزات حرب تشرين [ الاول (اكتوبر) ]، وتعطيل دور الثورة الفلسطينية ومسؤولياتها عن مستقبل شعبها وحقه في تقرير مصيره بنفسه وعلى ارضه، وفي المقدمة، حق شعب فلسطين في بعث كيانه الوطني الفلسطيني كخطوة كبرى على طريق تحرير كامل التراب الفلسطيني، ومتابعة حرب التحرير الوطنية، واقامة الدولة الفلسطينية الديمقراطية.

         نشكركم، ونشكر شعب مصر، ونشكر جيش مصر البطل، ونثمن تثميناً عالياً بطولاته وتضحياته.


<1>