إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمي في سورية حول اتفاقية الفصل بين القوات في الجولان
المصدر:"والوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 200 - 203"

بيان القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية في سورية حول
اتفاقية الفصل بين القوات في الجولان.

دمشق، 2/ 6/ 1974

 

(البعث، دمشق، 3/ 6/ 1974)

ايها الاخوة المواطنون،
          لا بد من وقفة امامكم ومعكم كلما اجتزنا مرحلة من مراحل نضالنا التاريخي الطويل في اتجاه تحقيق اهدافنا الكبرى، نراجع خلالها حساباتنا وحسابات اعدائنا، ونعيد تقدير مواقفهم ومواقفنا لنعرف اين نحن من الهدف، والى اين وصلنا على الطريق.

          هذه الوقفة لا بد منها لجملة اسباب:
          1 - لتكون أحكامنا موضوعية، وعملية، وبعيدة عن الارتجال والعوامل الذاتية.
          2 - لنعيد النظر، مرة بعد مرة ، في أساليبنا وطرق نضالنا، فنطورها باتجاه ما هو أفضل.
          3 - لننتهي من المراجعة واعادة التقدير الى اتخاذ مواقف وطنية وقومية موحدة، قائمة على قناعات حرة ومشتركة، هذه المواقف التي تفرضها علينا مسؤوليات تاريخية، والتي نعتبرها اساساً لبناء وحداتنا الوطنية، عدتنا وسلاحنا الاقوى والأمضى في طريق كفاحنا المرير الطويل الذي فرضت علينا أقدار امتنا ان نسير فيه الى النهاية، مهما كلفنا ذلك من جهد واقتضانا من تضحيات.

          من هنا، كان لا بد لنا وقد تم اقرار اتفاقية الفصل بين قواتنا وقوات العدو، من ان نقف معكم لنلقي نظرة على ما تم حتى الآن، ولنتبين من خلال ذلك معالم مسيرتنا نحو المستقبل.

          من الامور التي اصبحت واضحة ان استراتيجية اسرائيل التي اعتمدتها في المرحلة بين حرب (5) حزيران [يونيو] لعام 1967 و (6) تشرين [ الاول (اكتوبر) ] لعام 1973، تقوم على الاسس التالية:
          أ - ان العرب لن يستطيعوا، في المستقبل المنظور، ان يشنوا حربهم ضد اسرائيل لاستعادة أرضهم المحتلة في حرب عام 1967. وانهم، اذا ما فعلوا ذلك - وهذا احتمال كان يبدو لهم ضعيفاً جداً - فسيمنون بهزيمة نكراء تهون امامها هزيمتهم في عام 1967.
          ب - لهذا، فان اسرائيل كانت ترفض اي تدخل دولي من خارج المنطقة للمساعدة علي حل النزاع بالوسائل الساسية، وبالتالي فهي ترفض تنفيذ اي قرار دولي بهذا الشأن يصدر عن هيئة الامم المتحدة او غيرها.
          جـ - ان اسرائيل، بانتظار ان يقبل العرب الجلوس معها على مائدة المفاوضات المباشرة صاغرين مستسلمين، فانها ستمضي في اجراءاتها لتهويد الارض المحتلة وتغيير معالمها، تمهيداً لضمها نهائيا الى اسرائيل كمرحلة على طريق تكوين اسرائيل الكبرى.

          وجاءت حرب تشرين [ الاول (اكتوبر) ] التحريرية مفاجئة لاسرائيل ومخططاتها، ومتناقضة مع جميع توقعاتها، ومنذرة بأوخم العواقب بالنسبة لمصيرها ومستقبلها، لولا ان سارعت القوى الامبريالية في العالم الى نجدتها وهي على حافة الهزيمة، وأمدتها بما كانت بأشد الحاجة اليه من عون، لتتماسك من جديد، بعد ان كانت الضربات العربية قد

<1>