إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



البيان السياسي الصادر عن الدورة العادية الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 211 - 212"

البيان السياسي الصادر عن الدورة العادية الثانية عشرة للمجلس الوطني الفلسطيني.

القاهرة، 8/6/1974

 

(فلسطين الثورة، العدد 96، بيروت، 12/6/1974، ص11)

         شهدت المنطقة العربية، في الفترة الواقعة بين دورة انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني ما بين 6 - 12 كانون الثاني [يناير] 1973 والدورة الحالية من 1 - 8 حزيران [يونيو] 1974، جملة احداث وتطورات هامة ومصيرية أبرزها حرب تشرين الأول (اكتوبر) ونتائج هذه الحرب التي عززت مكانة ودور الامة العربية وكانت خطوة على طريق دحر معسكر العدو الامبريالي - الصهيوني. وفي أعقاب ذلك، برز التناقض بشكل حاد بين حركة التحرر العربي من جهة واعداء امتنا العربية الذين يحاولون الالتفاف حول منجزات حرب تشرين [الاول (اكتوبر) ] وفرض تسوية سياسية تتم على حساب حقوق شعبنا الفلسطيني وتمس بمستقبل نضاله ونضال امتنا العربية من جهة اخرى.

         على صعيد حركة شعبنا وثورتنا، برزت الثورة الفلسطينية قوة فاعلة ورئيسية خلال الحرب وبعدها وأخذ تحرك جماهيرنا، في الاراضي المحتلة وخارجها، أبعاداً هامة ، وجديدة في مجال التصدي للمؤامرات الامبريالية - الصهيونية الرجعية، بتصعيد النضال السياسي والعسكري، خصوصاً بعد ان اتسعت قواعد الجبهة الوطنية الفلسطينية في الاراضي المحتلة، ووسعت قيادة منظمة التحرير الفلسطينية حدود تحركها السياسي، مما أدى الى اعتراف عالمي واسع بالمنظمة ممثلا شرعياً وحيداً للشعب الفلسطيني.

         في الوقت نفسه، اشتد نطاق العزلة حول النظام الملكي الرجعي في الأردن، خصوصاً بعد ان كشفت حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)] دور هذا النظام المتواطىء مع اعداء شعبنا وامتنا. فهذا النظام لم يكتف برفض الاشتراك في الحرب فحسب، بل منع قوات الثورة الفلسطينية، ايضاً، من أداء دورها العسكري عبر الارض الاردنية، وقام بقتل وأٍسر العديد من مقاتلينا.

         ان شعبنا الفلسطيني في مواجهة هذه الظروف، يلتف حول منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني، المتمسك بالميثاق الوطني والبرنامج السياسي المقر في الدورة الحادية عشرة وبكافة قرارات المجالس الوطنية والبرنامج السياسي المرحلي المقر في هذه الدورة. وهو، في ذلك، مصمم على مواصلة النضال وتصعيد الكفاح المسلح، والوقوف بقوة في وجه الاحتلال الصهيوني وفي وجه مؤامرات النظام الملكى الرجعي في الاردن المتمثلة في مشروع المملكة العريبة المتحدة والمخططات الامبريالية المؤيدة له. كما يتصدى شعبنا لكل تسوية تمس حقوقه وقضيته، ويناضل للمحافظة على مكاسب ثورته. ويرى المجلس الوطني انه من اجل تحقيق ذلك، ينبغي التأكيد على ما يلي:
         اولا: ان وحدة أداة الثورة الفلسطينية عن طريق الارتقاء بصيغ الوحدة الوطنية الفلسطينية وتنفيذ كافة القرارات في هذا الصدد، في مختلف المجالات العسكرية والسياسية والاعلامية والمالية، تؤدي الى تصعيد الكفاح المسلح، وتحقيق وحدة شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، والى تصليب الجبهة الوطنية في الداخل لتكون المعبر عن كفاح شعبنا واطارا لكافة نضالاته، خصوصاً وان هذه الجبهة، كقاعدة اساسية لمنظمة التحرير الفلسطينية داخل الارض المحتلة، قامت بدور فعال خلال الفترة التي اعقبت حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)]، وهذا يستدعي دعماً قوياً لها ولكافة المؤسسات والمنظمات الجماهيرية التي تعمل من خلالها.

         ثانياً: بما ان الحركة الوطنية الفلسطينية جزء من حركة التحرر العربي، وهذا يستدعي بذل كل الجهود لتشديد تلاحم النضال الفلسطيني مع النضال العربي وتحقيق الصيغ المتقدمة من العمل المشترك بينهما عبر الجبهة العربية المشاركة للثورة الفلسطينية، ولمواجهة متطلبات المرحلة المصيرية التي تمر بها، لا بد كذلك من التنسيق مع الانظمة الوطنية العربية ووضعها امام مسؤولياتها الكاملة تجاه قضية شعبنا الفلسطيني. ولا بد هنا من الاشارة الى اهمية التضامن العربي الذي برز في حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)]، وضرورة استمراره، مع التمسك بقرارات مؤتمر القمة المنعقد في الجزائر في نوفمبر (تشرين الثاني) 1973.

<1>