إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



تصريح لمصدر مسئول في حركة المقاومة الفلسطينية حول البيان الإسرائيلي الأمريكي المشترك الصادر في القدس
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 223"

تصريح لمصدر مسؤول في حركة المقاومة الفلسطينية حول البيان الاسرائيلي الاميركي المشترك الذي صدر في القدس.

17/ 6/ 1974

 

(المحرر، بيروت، 18/ 6/ 1974)

        ان الثورة الفلسطينية التي مارست النضال، وتمرست بخبرات الصراع ضد الامبريالية والصهيونية، لم تفاجأ ابداً بالاعلان الذي اصدره ريتشارد نيكسون بعد ظهر هذا اليوم في مدينة القدس المحتلة.

        ذلك ان الثورة كانت على ثقة من ان النقاط العشر التي صدق عليها المجلس الوطني الفلسطيني في دورة انعقاده الثانية عشرة "بالاجماع وبكل موضوعية"، كان لا بد ان تواجه بالرفض الكامل من جانب الولايات المتحدة الاميركية، زعيمة الامبريالية العالمية وقاعدتها الصهيونية.

        وان الثورة الفلسطينية، وهي تقف امام اعلان نيكسون بعد ظهر اليوم، يهمها ان تؤكد الامور التالية:
        اولا - ان اعلان القدس لا يتجاهل فقط النضال والحقوق القومية المشروعة للشعب العربي الفلسطيني، وانما يتجاهل ايضاً الوجود الوطني المتميز لهذا الشعب والذي أقرته اكثر من ثلثي دول العالم.

        ثانياً - ان اعلان القدس لا يقتصر فقط على انكار الوجود الوطني المتميز لشعبنا، وانما يتعداه الى تحريض الانظمة العربية، وبشكل ساخر، على تعبئة الثورة الفلسطينية طليعة النضال العربي، لحساب الصهيونية التي لا زالت تحتل الارض العربية حتى هذه اللحظة.

        ثالثاً - ان العبارات التي استعملها الرئيس الاميركي في اعلان القدس، وما تضمنتها من تعابير العنف والارهاب والارتزاق والتصفية، وازهاق الارواح البريئة، انما تدل على مدى ما تكنه الامبريالية من الحقد على اعدائها الحقيقيين في المنطقة، وفي مقدمتهم الثورة الفلسطينية.
        ان حقد أعداء الانسانية علينا هو دليل علي صحة سيرتنا والتزام شعبنا بأهدافه الوطنية والقومية التي هي جزء لا يتجزأ من اهداف ونضالات الانسانية جمعاء.

        رابعاً - اننا نؤكد للرئيس الاميركي ان الحلول الامبريالية لن تمر، لاننا نثق بأنفسنا وبقدرة امتنا العربية على إحباط كافة المشاريع الامبريالية الصهيونية، واضعين في الاعتبار منجزات حركة التحرير العربي عبر نضالها الطويل التي توجت بالنتائج الايجابية لحرب تشرين [الاول (اكتوبر)].
        ان شعوبنا، بتضحياتها ونضالاتها وبتضامن ومساندة الدول الاشتراكية وسائر القوى الصديقة في العالم، فرضت اوضاعاً جديدة تمكنها من انتزاع المزيد من الانتصارات وليس التراجع أمام الضغوط الامبريالية والصهيونية.

        خامساً - ان أمن العدو الصهيوني الذي تعهد به نيكسون لن يتحقق مهما قدم له من ضمانات ومساعدات، لانه ما من قوة تستطيع خنق ارادة الشعب الفلسطيني الذي صمم علي مواصلة نضاله العادل من اجل استعادة حقوقه المشروعة على كامل ترابه الوطني.

        ولقد سبق وأثبتت شعوب الهند الصينية وافريقيا وغيرها، بنضالها البطولي، عجز الامبريالية الاسرائيلية عن قهر ارادة الشعوب. ان الادارة الامبريالية الاميركية لا تحكم مصير هذا العالم، وانما هي ادارة لما تبقى من مواقع الظلم في هذا العالم. اننا مصممون، أياً كانت الظروف، على تصعيد كفاحنا المسلح بمختلف اشكاله حتى تحقق ارادتنا الفلسطينية باقامة السلام العادل في دولة ديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني.


<1>