إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان سياسي رقم واحد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول التطورات الراهنة للقضية الفلسطينية
المصدر:" الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 248 - 250"

         "النضال ضد عقلية التسوية، وما تفرزه من مشروعات تستهدف قضية شعبنا في تحرير وطنه، او مسخ هذه القضية بمشروعات الكيانات او الدولة الفلسطينية على جزء من ارض فلسطين، والتصدي لهذه المشروعات بالكفاح المسلح وبالنضال السياسي الجماهيري المرتبط به".

         كما جاء في البرنامج السياسي:
         " النضال من اجل اقامة حكم وطني ديمقراطي في الاردن، يخلق المناخ الملائم لمواصلة النضال من اجل تحرير كامل التراب الفلسطيني ".

         بالاضافة الى ذلك، فان مقدمة النقاط العشر التي اقرها المجلس الوطني الفلسطيني في دورته الثانية عشرة من (1 -9 حزيران [يونيو] سنة 1974) أكدت على ضرورة محاربة كل اشكال التسويات التصفوية عندما أكدت ما يلي:
         " انطلاقاً من الميثاق الوطني الفلسطيني والبرنامج السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية المقر في الدورة الحادية عشرة، المنعقدة في الفترة بين 6 -12 يناير [كانون الثاني] 1973، ومن الايمان باستحالة اقامة سلام دائم وعادل في المنطقة دون استعادة شعبنا الفلسطيني لكامل حقوقه الوطنية، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير مصيره على كامل ترابه الوطني".

         ايها الرفاق المقاتلون،
         يا جماهير شعبنا المناضل،
         ان محاولات الخروج على الميثاق الوطني الفلسطيني، وتجاوز البرنامج السياسي وقرارات المجلس الوطني الفلسطيني في دوراته المتتالية، ومحاولات التضليل والتزييف، تجعلنا ندعوكم الى المزيد من التنبه واليقظة، ومنع الانحراف الذي تحاول بعض القيادات ان تجر مسيرتنا النضالية في طريقه.

         ان مشاركة اية قيادة فلسطينية او اي طرف فلسطيني في مؤتمر جنيف التصفوي، او اي مؤتمر آخر، على ضوء موازين القوى القائمة حالياً، يعتبر اعترافاً بشرعية الاغتصاب الصهيوني لارضنا.

         ان لقاء اي قيادة فلسطينية مع الملك حسين ونظامه العميل، باسم التنسيق والتعاون والحرص على القضية، انما هو تفريط بها، واعطاء الملك ونظام حكمه شهادة براءة من كل اعماله الاجرامية التي قام بها ولا يزال يمارسها ضد شعبنا الفلسطيني - الاردني. لقد مزق الملك حسين كل المواثيق، والاتفاقات، وضرب بالحائط كل ما تعهد به امام رؤساء الدول العربية.

         لذلك، يهم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ان تعلن انها تعتبر اي لقاء تقوم به قيادة منظمة التحرير الفلسطينية مع النظام العميل في الاردن، هو انحراف واضح يتعارض مع كافة مقررات المجلس الوطني في دوراته السابقة، الامر الذي لا يجوز السكوت عنه، ويجب التصدي بحزم لمنع حدوثه.

         ان ابداء الاستعداد للقاء مع النظام العميل في الاردن، وابداء الاستعداد لحضور مؤتمر جنيف والحديث عن شروط يمكن ان تطرح لتحقيق اللقاء مع النظام تمهيداً لحضور المؤتمر، يشكلان علامات بارزة علي طريق الانحراف لن ترضى عنه جماهيرنا وطلائعها المناضلة.

         يا جماهيرنا المناضلة،
         - اننا ندعوكم الى المزيد من النضال لمنع الانحراف.
         - كما اننا ندعوكم الى المزيد من التضحيات لمقاومته.
         - نعاهدكم اننا سنظل معكم وبينكم في كافة المعارك التي تخوضونها من اجل تحقيق أهدافها التي انطلقت ثورتنا من اجلها.

         ان المعركة طويلة، والطريق شاق، وقوى كثيرة تضغط على قيادة منظمة التحرير لجرها الى مؤتمرات التسوية والتفاوض مع العدو.

         لكن ارادة جماهيرنا الفلسطينية والعربية ستظل فاعلة، ولا بد من ان تنتصر هذه الارادة في النهاية. ولتنطلق هذه الارادة لمنع الانحراف ولمنع اي طرف فلسطيني من المشاركة في مؤتمر جنيف.

         ولتناضل الجماهير لمنع اي مصالحة مع النظام العميل في الاردن، ولتعمل لاسقاطه واقامة الحكم الوطني الديمقراطي الذي يمهد الدرب لاعداد طويل لتحرير الوطن المحتل.
         لتستمر ثورة جماهيرنا المناضلة،
         ولتنتصر ارادة شعبنا.


<3>