إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



البيان الصحفي الصادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول انسحابها من اللجنة التنفيذية
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 344 - 347"

البيان الصحافي الصادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول
انسحابها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية.

26 / 9/ 1974

 

(الهدف، العدد 271، بيروت،
28/9/1974، ص 3)

         تعلن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين انسحابها من اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، لكي لا تتحمل مسؤولية الانحراف التاريخي الذي تسير فيه قيادة المنظمة، ولكي تبقى تناضل في صفوف الجماهير لتصحيح هذا الانحراف والتعبير عن ارادة الجماهير وفرض الخط السياسي الثوري السليم على القيادات التي باتت ذيلا للانظمة الرجعية والمستسلمة.

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم تتخذ مثل هذه الخطوة إلا بعد محاولات جادة ومسؤولة لارساء الوحدة الوطنية في هذه المرحلة على أساس وطني واضح، و بعد محاولات جادة ومسؤولة لوضع قيادة منظمة التحرير الفلسطينية امام الطريق الثوري، وبعد محاولات جادة لتحذير قيادة المنظمة من الاستمرار في التبعية والانحراف. وبعد كل هذه المحاولات، لم يعد بوسعها ان تبقى ضمن اطار اللجنة التنفيذية بحيث تتحمل مسؤولية الانحراف الخطير المتدرج الذي تسير فيه، ومسؤولية الاتصالات الاميركية المشبوهة التي تأكدنا من حصولها مؤخراً، ومسؤولية تضليل جماهيرنا لتجد نفسها يوماً بعد يوم تغرق في وحل التسوية الامبريالية التي تخطط لها الامبريالية الاميركية والرجعية العربية والمتخاذلون والمستسلمون بشكل متدرج ومضلل يستهدف تمرير التسوية التصفوية علي جماهيرنا المناضلة جرعة وراء جرعة، بحيث لا ترى مدى خطورة الانحراف الذي تسير باتجاهه الاحداث العربية والفلسطينية منذ فترة من الوقت.

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين يهمها ان تتأكد جماهيرنا الفلسطينية وجماهيرنا العربية وكافة القوى المعادية للامبريالية والصهيونية والرجعية على الصعيد العالمي، انها لم تتخذ مثل هذه الخطوة إلا بعد تفكير طويل ومسؤول، مرتبط بأعمق درجات الشعور بالمسؤولية، توفرت لديها من خلاله قناعة عميقة وأكيدة وراسخة بأن التسوية التي يجري إعدادها للمنطقة لا يمكن ان تكون إلا تسوية امبريالية تصفوية لن ينتج عنها سوى توسع وامتداد النفوذ الامبريالي الاميركي في المنطقة من ناحية، وتثبيت شرعية " اسرائيل" وضمان مستقبلها وأمنها من ناحية ثانية. كما توفرت لديها كذلك القناعة الراسخة بانه تجري، منذ مدة طويلة، محاولات جادة لجر منظمة التحرير الفلسطينية كي تكون طرفاً في مثل هذه التسوية الامبريالية التصفوية لضمان استمرار الاوضاع التي ستنشأ عن هذه التسوية لأطول مدة ممكنة، وكذلك لتغطية موقف الاستسلام لبعض الانظمة العربية. كما تبين لنا كذلك بأن قيادة منظمة التحرير راضية بأن تكون طرفاً في هذه التسوية، بل انها اصبحت تناضل لكي لا يفوتها مثل هذا الدور.

         وأمام هذه الاستنتاجات والحقائق، لم يعد امام الجبهة سوى طريق واحد: طريق فصل خطها السياسي بشكل واضح وقاطع عن الخط السياسي المستسلم الذي تسير على اساسه قيادة منظمة التحرير، وان تناضل من اجل هذا الخط في صفوف الجماهير، وان تتصدى لفضح كل خطوة من خطوات الانحراف، وان تفضح عملية الخداع التكتيكي المتدرج الذي تتبعه القوى المستسلمة في تصوير التراجعات وكأنها انتصارات وتصوير الاشتراك في مؤتمر جنيف وكأنه انتصار كبير لشعبنا وقضيتنا.

         ان الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين لم يعد امامها سوى التصدي الحازم لهذه الانحرافات، بحيث تستطيع جماهيرنا وقواها الثورية ان تفضح كل هذه الاضاليل، بحيث تتولد من الجماهير القوة التاريخية التي تضمن استمرار الثورة حتى يتم تحرير يافا وحيفا والقدس والناصرة وصفد وغزة ونابلس وكل شبر من ارض فلسطين، وحتى يتحطم الكيان العنصري الفاشي الصهيوني القائم على ارض فلسطين، وتتحطم معه الانظمة العربية الرجعية المرتبطة مع الامبريالية في الاردن وغير الاردن، وحتى يتم تحرير الارض العربية من اي نفوذ او استغلال امبريالي، ولو تطلب ذلك ان تستمر امتنا في القتال عشرات السنين وان تقدم في سبيل ذلك الملايين من الشهداء.

<1>