إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



بيان المجلس العام للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية حول أعمال دورته الثانية
المصدر:"الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 485 -490"

بيان المجلس العام للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية
حول اعمال دورته الثانية.

الجزائر، 22/12/1974

 

(فلسطين الثورة، العدد 124، بيروت، 29/ 12/ 1974)

         عقد المجلس العام للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية، في الفترة ما بين 20 و 22 كانون الاول (ديسمبر) 1974، دورته الثانية في الجزائر في ظروف مصيرية وحاسمة بالنسبة لمستقبل النضال الفلسطيني والعربي.

         لقد استمع المجلس العام، في جلسته الافتتاحية، الى الكلمة التي ألقاها الأخ محمد شريف مساعدية ممثلا للرئيس المناضل هواري بومدين، وللتقارير المقدمة من الامين العام للجبهة الاخ كمال جنبلاط، ومن مكتبها التنفيذي، كما استمع الى تقرير منظمة التحرير الفلسطينية وكلمة رئيسها الاخ ياسر عرفات. وانطلاقاً من هذه التقارير جرت، خلال الجلسات، مناقشة واسعة وغنية شارك فيها العديد من الاخوة ممثلي الاحزاب والقوى السياسية والنقابية والمهنية التي يتشكل منها المجلس العام.

         ان اجواء التضامن الوطني المسؤول والحوار الديمقراطي الصريح التي هيمنت على اعمال المجلس العام في ظل الرعاية الاخوية الكريمة التي حظي بها في دورة انعقاده هذه من الجزائر، حزباً وقيادة وشعباً، قد مكنته من النجاح في تعميق إدراكه لحقائق الصراع المصيري الذي تخوضه الامة العربية في مواجهة عدوها الصهيوني وحلفائه، كما مكنته من اتخاذ القرارات اللازمة لتجديد برنامج عمل وأهداف الجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية وتطوير اساليب نشاطها بما يتوافق مع المستوى المتقدم الذي بلغه النضال الوطني الفلسطيني والعربي.

تطورات أحدثت تغييراً ملموساً في مسار المعركة

         لقد كانت الدورة الحالية للمجلس العام اول دورة يعقدها منذ تشكيله في اعقاب المؤتمر التأسيسي للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية المنعقد في بيروت خلال تشرين الثاني (نوفمبر) من عام 1972. وخلال السنتين الماضيتين شهدت المنطقة العربية تطورات هامة أحدثت تغييراً ملموساً في مسار المعركة مع العدو الصهيوني والاميركي وفي توازن القوى داخلها والدور الفلسطيني خلالها.

         لقد كشفت حرب تشرين [الاول] (اكتوبر) الوطنية المجيدة التي خاضتها القوت المقاتلة في مصر وسورية والثورة الفلسطينية - مدعومة من القوت المسلحة العراقية والجزائرية والمغربية والليبية والسودانية والكويتية والسعودية وغيرها - ومدعومة كذلك اقتصادياً وسياسياً من كل قوى الصمود في الامة العربية ، ومعززة بالعون العسكري والمادي والسياسي الفعال الذي قدمه الاتحاد السوفياتي ومجموع البلدان الاشتراكية بالاضافة إلى تأييد بلدان عدم الانحياز، كشفت هذه الحرب مقدار ما تملكه الامة العربية من قدرات الصمود البشري والعسكري والسياسي ، وأكدت أن القوى الوطنية العربية تستطيع عندما ترتفع إلى مستوى الاستجابة لتحديات صراعها المصيري مع أعدائها الرئيسيين، أن تلتقي على ارضية مشتركة، رغم تباين اتجاهاتها الفكرية واختلاف منابعها الاجتماعية.

         إن حرب تشرين [الاول] (اكتوبر) التي أحدثت تبديلا فعلياً في ميزان القوى المحلي والدولي لصالح حركة التحرر الوطني العربية، ومن ضمنها حركة التحرر الوطني الفلسطينية، فتحت الطريق امام فرض إرادة الامة العربية وشروطها بتحقيق تحرير شامل للاراضي العربية المحتلة وتأمين الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني. وكان لا بد لهذه الحقيقة ان تنعكس على قرارات القمة العربية التي انعقدت في الجزائر بعد الحرب مباشرة، والتي أتت تحدد أهداف النضال الوطني العربي في هذه المرحلة من مواجهته المستمرة للعدو وحليفه الامبريالي، وتشكل سلاحاً هاماً في يد القوى الوطنية العربية من أجل متابعة كفاحها لانجاز هذه الأهداف وتكريس التضامن العربي حولها.

أهمية برنامج النقاط العشر

         وفي مرحلة ما بعد حرب تشرين [الاول (اكتوبر)] شهدت الثورة الفلسطينية وجماهير الشعب الفلسطيني أوسع حوار ديمقراطي في صفوفها، وصل إلى ذروته في قرارات المجلس الوطني الثاني عشر. لقد حددت هذه القرارات المهام

<1>