إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان المجلس العام للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية حول أعمال دورته الثانية
المصدر: "الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1974، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 10، ط 1، ص 485 - 490"

الكفاحية امام الشعب الفلسطيني في برنامج النقاط العشر الذي أكد ان الهدف المركزي، في هذه المرحلة، هو اقامة السلطة الوطنية الفلسطينية المستقلة على الاراضي الفلسطينية التي يتم تحريرها، وذلك كخطوة على طريق بناء الدولة الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني. وكانت هذه القرارات منسجمة تماماً مع الخط النضالي العام للامة العربية في كفاحها لتحرير الارض العربية المحتلة، وتأمين الحقوق القومية للشعب العربي الفلسطيني. وقد أعطى برنامج النقاط العشر لقرارات قمة الجزائر مضمونها المحدد الملموس. وعندما أكد المجلس الوطني الفلسطيني، في برنامجه هذا، رفضه التعامل مع قرار مجلس الامن 242 الذي يطمس حقوق الشعب الفلسطيني القومية وينظر اليه كمجموعة لاجئين، فانه كان ينطلق، في الواقع، من الحقائق الجديدة التي صنعها نضال الشعب الفلسطيني والامة العربية في ضوء النمو المتعاظم لقوى الحرية والاشتراكية في العالم، والتي مكنت من تجاوز ظروف هزيمة 1967 ومؤامرات التصفية للقضية الفلسطينية على مدى ربع القرن الماضي. كما ان هذا البرنامج، انطلاقاً من الادراك بأن الحرب لم تصل الى نتائج حاسمة في عملية طرد المحتلين الصهاينة، أتى يؤكد بأن انجاز الاهداف التي اشتمل عليها يحتاج الى تطوير وتصعيد الكفاح الشعبي والمسلح، والاستمرار في حشد الطاقات العربية حتى يتم تحرير الارض وتحقيق اهداف النضال الوطني العربي والفلسطيني في هذه المرحلة من مواجهته المستمرة مع العدو الصهيوني والاميركي. هكذا، استطاع المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر، باقراره لبرنامج النقاط العشر، ان يستفيد من معطيات المرحلة الجديدة، مرحلة ما بعد حرب تشرين [ الاول (اكتوبر)]، ويخرج متحداً حول برنامج وطني كفاحي مرحلي يقع في امتداد الخط الستراتيجي العام للثورة الفلسطينية في إقامة الدولة الديمقراطية على كامل التراب الفلسطيني.

هدف السياسة الكيسنجرية

          وفي مواجهة نضال القوى الوطنية العربية، ومن بينها الثورة الفلسطينية، المتجه انطلاقاً من نتائج حرب تشرين [ الاول] ( اكتوبر) نحو فرض تحرير الاراضي العربية المحتلة وتأمين الحقوق القومية للشعب الفلسطيني، استمرت المناورات الاميركية من اجل الالتفاف على مكاسب الحرب وآثارها الايجابية، وضرب وحدة العمل العربي التي تحققت خلال القتال. ولم يعد خافياً ان هدف السياسة الاميركية طوال هذه المرحلة التي انقضت على حرب تشرين [ الاول ] ( اكتوبر)، كان يتمثل في محاولة كسب الوقت، والتمهيد لبعث النفوذ الاميركي، وتعزيز المصالح الامبريالية للولايات المتحدة وخاصة النفطية، وحماية مصالح اسرائيل ودعم مطامعها في التوسع على حساب المزيد من الارض العربية. ان سياسة الحلول الجزئية والثنائية التي حمل لواءها كيسنجر، لم يكن لها من هدف، كما اثبت الواقع، سوى محاولة ضرب التضامن العربي، واستفراد كل بلد عربي على حدة من اجل فرض الشروط الاميركية الاسرائيلية عليه، وتحقيق حل نهائي بمعزل عن الشعب الفلسطيني وعلى حساب ارضه وحقوقه. ولقد كانت وحدة العمل وخاصة بين قوى المواجهة: مصر وسورية ومنظمة التحرير الفلسطينية، مدعومة بصمود وفاعلية حركة التحرر الوطني العربية كلها، هي العقبة الرئيسية في وجه المخطط الاميركي.

          هكذا، ومع إحباط المخطط المذكور، عاد يتأكد من جديد ان الموقف الاميركي تجاه القضية العربية لا يزال كسابق عهده، الى جانب العدو الصهيوني وضد الحقوق العربية.

الثورة الفلسطينية على عتبة منعطف حاسم في تاريخها

          ولم يقتصر انجازات هذه المرحلة على مجرد كشف وردع المخطط الاميركي، بل ان الثورة الفلسطينية استطاعت تحقيق جملة انتصارات ايجابية تضعها اليوم، بالفعل، على عتبة منعطف حاسم في تاريخها.

          لقد شهدت المرحلة التى تلت حرب تشرين [ الاول] ( اكتوبر)، وخصوصاً بعد انعقاد المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر وما تمخض عنه من نتائج برنامجية، تصاعداً نوعياً في الكفاح الفلسطيني المسلح على امتداد الارض المحتلة. وعلى هدي برنامج النقاط العشر، وبفعل مساندة قوى امتنا العربية وسائر القوى الصديقة، استطاعت الثورة الفلسطينية توحيد وتصعيد نضالات شعبها والاندفاع نحو توسيع وتطوير المكاسب والانتصارات على اوسع نطاق عربي وعالمي. هكذا، كان البرنامج المذكور، كما أراده المجلس الوطني الفلسطيني الثاني عشر، أداة التصادم الاساسية مع المشروعات الاميركية الصهيونية والبديل الوطني المضاد للخطة المعادية التي تهدف الى اقتسام الارض وتمزيق الشعب الفلسطيني واغتيال قضيته.

          ومن خلال حركة النضال لتطبيق هذا البرنامج،

<2>