إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



رسالة السيد ياسر عرفات إلى العقيد معمر القذافي حول التحركات الأخيرة في مجال القضية الفلسطينية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 84"

رسالة السيد ياسر عرفات رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، الى العقيد معمر القذافي رئيس مجلس قيادة الثورة الليبي، حول التحركات الأخيرة في مجال القضية الفلسطينية.

11/ 3/ 1975

 

( الفجر الجديد، طرابلس، 12/ 3/ 1975 )

          انني، باسم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وباسم شعبنا العربي الفلسطيني، ومن موقع المسؤولية الوطنية والقومية في هذه المرحلة، وفي ضوء الحقائق والمعلومات التي توفرت لنا عن التحركات الأخيرة المتسمة بطابع التآمر الأميركي - الصهيوني على القضية العربية، لأرجو أن أضع أمامكم صورة الموقف بكل أبعاده، متطلعاً الى عمق شعوركم وتحمسكم للمسؤولية القومية إزاء مجريات الأمور.

          ان مجريات الأمور توضح أن الاستعمار الأميركي والصهيوني يسعيان جاهدين لضرب العرب، وشق تضامنهم، وتفتيت وحدتهم القتالية، وتجزئة القضية العربية عن طريق مشروعات ومبادرات أميركية عبر عنها كيسنجر، وزير الخارجية الأميركية، بسياسة الخطوة خطوة، التي تستهدف، الى جانب ما تقدم، تجميد الصراع مع العدو وفك عزلته الدولية، واعطاءه فرصة جديدة لتدعيم وجوده، وتثبيت اغتصابه للأرض العربية، وتجميد دور بعض قوى التصادم العربي بهدف اخراجها من ساحة الصراع ومحاولة فرض التسوية الأميركية على المنطقة وتصفية قضية فلسطين.

          لقد أصبح مؤكداً ان مشاريع التسوية الأميركية انما تستهدف مقايضة جزء من الأرض العربية المحتلة بالقضية القومية كلها، وضرب الثورة الفلسطينية، والالتفاف على أهداف النضال الفلسطيني، وتجاهل الشعب الفلسطيني وحقوقه، وعزل قوى الثورة الفلسطينية، وطعن التضامن العربي.

          لقد اتضح أمام اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، من خلال مناقشتها لمجمل الوضع السياسي والعسكري في المنطقة، مدى الأخطار الكبيرة التي يحملها التحرك الأميركي الأخير باتجاه تحقيق الأهداف المشتركة للولايات المتحدة الأميركية والكيان الصهيوني في المنطقة، وفي ضوء قناعتنا باستمرار أميركا في مواقفها وسياستها المعادية لشعبنا والمنطقة من دعمها الكامل والمطلق مادياً وعسكرياً للوجود الصهيوني، واصرارها على تجريد القدس من عروبتها بتهويدها تحت ستار تدويلها، وتصفية القضية العربية، واعادة المنطقة الى دائرة نفوذها، وتحركها المحموم لضرب التضامن العربي وتجزئته وشق صفوفه، ومحاصرة الثورة الفلسطينية والقفز على حقوق شعبنا،

<1>