إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان الأمانة العامة للجبهة العربية المشاركة في الثورة الفلسطينية حول أحداث لبنان
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 154 - 156 "

على محاولة شق قوى المواجهة العربية، ايذانا للفئات العميلة في لبنان - وفي مقدمتها حزب الكتائب - للمزيد من التآمر على المقاومة الفلسطينية، ولا سيما بعد طرح فكرة القيادة المشتركة السورية - الفلسطينية كمقدمة لتوحيد سائر قوى المواجهة العربية.

          - ولعل اخطر ما تنطوي عليه سياسة افتعال التقاتل الداخلي على ارض لبنان التى مارستها وتمارسها القوى المعادية للثورة الفلسطينية، انها تشكل عونا لاسرائيل لتمكينها من تجاوز المأزق الذي انتهت اليه بمحاولاتها الانتقامية المتكررة لمنع حركة المقاومة من تصعيد كفاحها المسلح داخل الارض المحتلة.

          ولقد كشف إسحاق رابين عن هذا التلاقي الدنيء، بين ما نفذه حزب الكتائب من عمليات ضد بعض التجمعات السكنية للشعب الفلسطيني وبين ما يهدف اليه المخطط الاسرائيلي من تصد غير مباشر للثورة الفلسطينية، حيث قال بعد عملية " سافوي " البطولية ان في لبنان جهات وظروفا تسمح له بالثأر من عملية " سافوي " دون ان تتورط اسرائيل في عملية مباشرة ضد المقاومة قد تعطي مفعولا معاكسا، اي قد تؤدي الى مزيد من التلاحم بين الشعبين اللبناني والفلسطيني.

          - ان ما رافق الحملة الكتائبية المسلحة من تسعير للعصبة الطائفية وللدعوات الانعزالية، ومن محاولات مكشوفة لتمزيق وحدة الشعب اللبناني، اتى ليقدم خدمة كبيرة للسياسة الصهيونية المعروفة حيال لبنان والتي لم تخف يوما سعيها لتفكيك وحدة اللبنانيين تبريرا لمطامعها القديمة والمستمرة في ارض لبنان وجنوبه بشكل خاص، والعمل لزعزعة مثال الدولة الديمقراطية الذي تدعو له المقاومة الفلسطينية من خلال اثبات استحالة الوحدة الكيانية والتعايش بين فئات الشعب اللبناني.

          - وعلى الرغم من العون الذي حصل عليه حزب الكتائب من عناصر التقت معه وساعدته في بعض المؤسسات والاجهزة، فانه فشل في جر السلطة السياسية والجيش الى صدام ظاهر وشامل مع المقاومة الفلسطينية والحركة الوطنية اللبنانية، كان من شأنه، لو حصل، ان يزج البلاد في هوة حرب اهلية تدمر الوحدة الوطنية والمصير اللبناني، وتقوض معالم الوضع الاقتصادي، كما تصيب المصلحة اللبنانية الوطنية والمصلحة العربية بأفدح الاضرار. وقد كان للدور الوطني الحكيم الذي اضطلع به رئيس الجمهورية ومعه الحكومة، بالاستناد الى ارادة الاغلبية الساحقة من اللبنانيين، ابلغ الاثر في تجنيب لبنان هذه المخاطر، وفي صون الوحدة الوطنية وتغليب الاخوة اللبنانية - الفلسطينية على كل محاولات الايقاع بين الشعبين الشقيقين اللذين تشدهما الى بعضهما روابط العروبة والمصير المشترك.

<2>