إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


   



بيان مكتب المؤتمر الإسلامي العام لبيت المقدس في عمان حول القرار الإسرائيلي بتقسيم الحرم الإبراهيمي
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 321 - 322 "

بيان مكتب المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس في عمان حول
القرار الاسرائيلي بتقسيم الحرم الابراهيمي.

عمان

 

( الدستور، عمان، 7/ 8/ 1975 )

          ان القرار التعسفي الظالم الذي اتخذته قوات الاحتلال الاسرائيلي بتقسيم المسجد الابراهيمي بمدينة الخليل بين العرب واليهود، هو خطوة جديدة في مخطط مدروس للاستيلاء على المقدسات الاسلامية في فلسطين بكاملها.

          فهذا القرار يأتي بعد سلسلة طويلة من التمهيد قامت بها الجماعات اليهودية، بتنسيق مع الحكومة الاسرائيلية، منذ وطأت قوات الاحتلال هذه المنطقة العربية الابية. وقد بدأت هذه الهجمة الشريرة بالسماح لليهود، اولا، بدخول ساحات الحرم وتدنيسه، ثم باقامة المراسيم اليهودية التي يتخللها شرب الخمر ونفخ الابواق مما يعد اعتداء شريرا مباشرا على حرمة المساجد التي تحميها جميع الشرائع الانسانية والدولية. ولا شك ان تشجيع حكومة اسرائيل لهذه الخطوات هو الذي اثار شهية الجماعات اليهودية المتطرفة، حتى أصبحت تطالب بوجود دائم في المسجد. واذا كانت تلك السلطات قد خضعت الآن لهذه المطالب الشريرة، وقررت تقسيم المسجد الاسلامي الاثري بين العرب واليهود، فلا شك ان الخطوة التالية ستكون هي الاستجابة لبقية المطالب التي تهدف الى ازالة الصبغة العربية والاسلامية تماما عن هذا المسجد وبقية المقدسات الاسلامية الاخرى، وخصوصا المسجد الاقصى المبارك.

          ان هيئة المؤتمر الاسلامي العام لبيت المقدس تحذر الرأي العام الدولي، والعالم الاسلامي، والهيئات الانسانية، من ان اسرائيل ستمضي في خطتها الشريرة لا محالة. وما محاولات احراق المسجد الاقصى المبارك، وتقويض اركانه بالحفريات المستمرة الا تمهيدا لتنفيذ خطة نهائية لتدميره والاستيلاء على مكانه تدريجيا كما حدث بالنسبة لمسجد سيدنا ابراهيم الخليل عليه السلام. وما لم يقع تكاتف اسلامي عملي، وتحرك ايجابي على المستوى الدولي، فان شيئا لن يمنع اسرائيل من تنفيذ مخططاتها الاجرامية بحق المسلمين والعرب.

          وان المؤتمر الاسلامي العام اذ يعبر عن مشاعر الاستنكار والنقمة التي تعصف بضمائر المسلمين في العالم على هذا الاستهتار البربري بالمقدسات الاسلامية، يؤكد، من جديد، تصميم المسلمين والعرب على رفض هذه الخطة ومحاربتها بكل اسلوب ووسيلة. واذا كانت قوات الاحتلال الاسرائيلي تجد نفسها قادرة، حاليا، على كبت الابرياء العزل والعبث بمقدساتهم ومساجدهم، فان الامة العربية الاسلامية سوف تواصل طريق العمل والحشد حتى يأتي يوم تستطيع فيه ان تزيل هذا العار عن المقدسات الاسلامية والمسيحية، وتعيد لها الهيبة والكرامة التي ظلت تنعم بها تحت الحكم العربي العادل على امتداد العصور.


<1>