إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



تصريح صادر عن وفد القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق إلى لبنان حول الأزمة اللبنانية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 499 - 500 "

تصريح صادر عن وفد القيادة القومية لحزب البعث العربي
الاشتراكي في العراق الى لبنان حول الازمة اللبنانية.

بيروت، 17/10/1975

 

( المحرر، بيروت، 18/10/1975 )

          ان المحنة التي يجتازها لبنان اثارت في نفوسنا قلقا وأسى شديدين، ولذلك فقد اتخذت القيادة السياسية في القطر العراقي قرار بتوجيه وفد حزبي ورسمي الى لبنان مدفوعة في ذلك بعوامل واعتبارات متعددة، يأتي في مقدمتها ما يلي:

          * ايماننا العميق بالروابط القومية بين سائر اقطار العروبة. فنحن لا نستطيع ان نرى بلدا عربيا يعاني مأساة سياسية واجتماعية وانسانية، وان نقف مكتوفي الايدي لا نمد اليه يد العون والمساعدة.

          * ان لبنان، فضلا عن كونه بلدا عربيا شقيقا، فهو يقف على خط المواجهة مع العدو الصهيوني، وما يجري في ارضه يؤثر تأثيرا مباشرا على صراعنا مع العدو الغاصب، فضلا عن تأثيره الكبير على اوضاع حركة المقاومة الفلسطينية التي نؤمن ايمانا مطلقا ان دعمها وتعزيزها هو واجب كل عربي مخلص.

          * ان لبنان بما فطر عليه ابناؤه من حيوية وانفتاح، وبما اكتسبوه من علم، يستطيع ان يسهم اسهاما كبيرا في النهضة العربية المرتقبة. ونحن في القطر العراقي نحرص أشد الحرص على ان يكون للبنان دوره في النهضة الكبرى التي نقف على أبوابها، فيكون ذلك فائدة للبلدين.

          ولقد كانت هذه الزيارة مناسبة لكي ننقل الى الاوساط الرسمية والشعبية وجهة نظرنا، وأملنا في ان يسود الاستقرار والامن والهدوء لبنان مرة اخرى، واستعدادنا لدعم كافة الجهود والمبادرات الرامية الى تحقيق هذه الغاية.

          كما انه اتيح لنا، خلال هذه الزيارة، ان نطلع على مواقف وآراء اغلب الاوساط الرسمية والشعبية بهذا الصدد. وكنا نود لو ان الوقت والظروف قد سمحت لنا اجراء المزيد من الاتصالات، غير ان ما قمنا به منها أفضى بنا الى الملاحظات الآتية:

          اولا: ان القيادات الرسمية والسياسية والشعبية التي التقيناها ترى، بشكل عام، ان الاقتتال بين ابناء البلد الواحد لا يحل مشكلة ولا يحقق هدفا للقوى المحلية المتصارعة. ومن هنا، فان هذه القوى ترتئي بأن حل المشاكل التي يعاني منها المجتمع في لبنان ينبغي ان يكون عن طريق العمل السياسي والاطارات الديمقراطية.

          ثانيا: ان هذه القيادات ايضا عبرت عن تمسكها بوحدة التراب اللبناني، ورفضها لاي مشروع لتقسيم لبنان ولاقامة

<1>