إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



( تابع ) تصريح صادر عن وفد القيادة القومية لحزب البعث العربي الاشتراكي في العراق إلى لبنان حول الأزمة اللبنانية
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 499 - 500 "

دويلات طائفية فيه. وفي نفس الوقت الذي اطلع فيه وفدنا على صور جرائم طائفية ذات طابع ارهابي، فان الحقيقة الكبرى التي تتأكد كل يوم ان ارادة التعايش بين اللبنانيين هي اقوى من الاحقاد والضغائن التي خلفها الاقتتال بين ابناء البلد الواحد.

          ثالثا: ان المطالب الاجتماعية والسياسية المطروحة الآن للتداول لا تستدعي مثل ذلك الاقتتال المخيف الذي ندر ان شهد مثله اي قطر عربي آخر.

          رابعا: اضافة الى ما تقدم، فان ثمة قرائن عديدة تدل على ان الجهة التي تقف باصرار وراء الاقتتال بين اللبنانيين هي العدو الاسرائيلي، فينسف بذلك تجربة عربية للتعايش بين الطوائف المختلفة، ويشل المقاومة الفلسطينية عن القيام بأعبائها النضالية، ويحول الانظار عن مشاريع التسوية الاستسلامية. لذلك، لم يكن من قبيل الصدف ان يعقد مجلس الوزراء الاسرائيلي اجتماعا بحضور مدير الاستخبارات لكي يبحث الاوضاع اللبنانية.

          من ذلك كله، فاننا نتوجه بنداء صادق الى سائر اللبنانيين المخلصين لكي ينبذوا التفرقة فيما بينهم، ويحاصروا الفتنة، ويقضوا عليها، ويرصوا صفوفهم في وجه العدو الصهيوني الذي يطمع في ارضهم ومياههم وفي انتزاع دورهم على الصعيد العربي. واننا، بدورنا، سوف نأخذ على عاتقنا دعم اي اتجاه من هذا النوع. ولقد توصلنا الى جملة اقتراحات بهذا الصدد سوف نحملها الى القيادة في العراق، منها المبادرة الى انشاء صندوق عربي للتعويض على لبنان، على ان يرافق ذلك ضمانات حاسمة بأن الهدوء والاستقرار قد عادا نهائيا. كما ان المقترحات التي سوف نحملها الى القيادة في العراق: اتخاذ بعض التدابير والاجراءات التي تسهم في تنشيط الحياة الاقتصادية هنا، والتخفيف من آثار الشلل والخراب الذي اصاب شتى المرافق العامة والخاصة.

          اما على صعيد الاجراءات العاجلة التي يمكن اتخاذها، فاننا سوف نعمد، فور وصولنا الى العراق، الى ارسال شحنة من الادوية والمساعدات الطبية الى الهيئات المختصة هنا، كما اننا سوف نحول مبلغ مليوني ليرة لبنانية للمساهمة في إعمار القرى والاحياء الشعبية التي تضررت، مثل قرية بيت ملات، ومنطقة الشياح، والمناطق الاخرى بدون تمييز.

          واننا، قبل ان نغادر العاصمة اللبنانية، نود ان نتوجه بالشكر والتقدير الى سائر المسؤولين والى الشخصيات والهيئات الرسمية والشعبية التي اتاحت لنا فرصة الاطلاع على آخر تطورات الاوضاع في هذا القطر الحبيب، كما افسحت لنا المجال لابداء آرائنا فيها، آملين ان يتغلب على ازمته، وان يصل الى شاطئ الامان في القريب العاجل.


<2>