إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) مذكرة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى " كافة القوى الوطنية " حول الانتخابات البلدية المزمع إجراؤها في الأرض المحتلة
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية 1975، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 11، ص 511 - 514 "

القومي اليهودي " في فلسطين كمقدمة ضرورية لاعلان " دولة اسرائيل الكبرى " والتي تمتد من " الفرات الى النيل ".

          ولقد جندت الصهيونية في سبيل ذلك قوى عالمية سياسية واقتصادية، واستثمرت كل تحالفاتها، اضافة الى ما احرزته كتائب الغزو الصهيوني الاول التي نزلت ارض فلسطين في ظل الحكم العثماني المهترئ، قابل ذلك وجود حكم الانتداب البريطاني البغيض في فلسطين الذي سهل مهمة الغزاة الجدد، رافق ذلك تآمر الانظمة العربية التي كانت قائمة آنذاك، وضعف الحركة الوطنية وترهل قياداتها. وكانت النتيجة المعروفة: اعلان ما سمي بـ " دولة اسرائيل " في الارض التي احتلتها عام 1948، وتبع ذلك تنفيذ المخطط التوسعي للحركة الصهيونية، فكان عدوان عام 1956، ثم عدوان 1967 واحتلال كل من فلسطين وسيناء المصرية والجولان السورية، واخيرا حرب اكتوبر [تشرين الاول] 1973.

          ومن هنا، فقد حققت الحركة الصهيونية الجانب الرئيسي من مخططها، وهو الاحتلال والتوسع الذي اعتمد على سلسلة العدوانات المستمرة الكبرى وتلك الفرعية، معتمدة في ذلك على دعم المعسكر الامبريالي، والاحتكارات العالمية، وقوى الثورة المضادة والرجعية.

          ولا بد من التسجيل هنا ان " الكيان الاسرائيلي "، وهو عبارة عن نتاج المشروع الصهيوني والرأسمالية العالمية - المادي والسياسي - قد استخدمت في اكسابه المشروعية، عدا عن القوة وتأييد الدول الكبرى والامم المتحدة، عملية تزوير فظة لحقائق التاريخ، تلخصت في الترويج لاكذوبة " الحق التاريخي " لليهود في فلسطين.

بقي الجانب الآخر، والمكمل للمخطط الصهيوني في فلسطين، وهو التعامل مع عناصر الواقع الاحتلالي الجديد في الاراضي المحتلة - الديموغرافية والاقتصادية والسياسية - بهدف تكريس هذا الاحتلال وتطويره من جهة، واكسابه الشرعية، والقبول بمنطق الامر الواقع ومستجداته من جهة اخرى.

          وفي هذا المجال، فقد اعتمدت سلطات الاحتلال، منذ احتلالها الاراضي العربية في حزيران [يونيو] 1967، على منهج سياسي اقتصادي اداري من ثلاثة فروع:

1 - سياسة الجسور المفتوحة:

          بين المناطق المحتلة ( 1948 ، 1967 ) وضفة الاردن الشرقية. والهدف من اتباع سياسة الانفتاح هذه تحقيق نوع من التعايش اليومي، والعلاقات المتنامية الموجهة، والتي تسهم تدريجيا في اذابة جدار العداء التاريخي بين العرب والكيان الصهيوني.

          - هدف آخر من قضية الجسور المفتوحة، هو ايجاد اسواق جديدة واسعة امام المنتجات الاسرائيلية، الامر الذي يعود بالفوائد والارباح الكبرى على الاقتصاد الاسرائيلي.

<2>