إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



( تابع ) بيان اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حول التصدي لنتائج اتفاق كامب ديفيد
المصدر: " الوثائق الفلسطينية العربية لعام 1978، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 14، ط1، ص 712 - 715 "

مرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، للاعتراف بالكيان الصهيوني واقامة علاقات اقتصادية وسياسية وثقافية معه.

         لقد جاءت هذه الخطوة النوعية نتيجة لعملية التراكم التى حصلت اثناء مسيرة الاستسلام ذات الابعاد السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي اختطها النظام المصري، والتي استندت الى تغييرات اجتماعية ( طبقية ) حتمت قيام حلف طبقي جديد في المنطقة قوامه الامبريالية والصهيونية والرجعية العربية.

         فبروز الرأسمال المالي العرب ( بسبب تدفق عائدات النفط ) ونشوء طبقة من المستفيدين من جزء من هذه العائدات، بلور لهذه الطبقة مصالح اقتصادية وسياسية جديدة عكست نفسها على موقف هذه الطبقات من الصراع العربي الصهيوني.

         اذ اصبحت مصالحها متضاربة مع مصالح حركة التحرر العربي وجماهيرها، ومتناسقة مع مصالح الامبريالية والصهيونية وراحت تسعى للاطاحة بكافة العقبات التي تقف في طريق الترابط الاقتصادي الجديد بينها وبين الامبريالية والصهيونية فدفعت بعملية الاستسلام اشواطا للامام على يد ممثلها نظام السادات.

         ان هذا التلاحم الطبقي الرجعي يشير بالضرورة الى حتمية بروز تلاحم وطني قومي لمواجهته بخوض النضال الوطني القومي مرتبطا بالنضال الاجتماعي.

         ان اتفاقات كامب ديفيد اضافة الى ذلك تحمل بذور ضرب اهداف حركة التحرر العربي عامة وتحمل حتما مخطط تصفية القضية الفلسطينية، فكل انتصار تحققه الحركة الصهيونية على هذا الصعيد يهز هزا عنيفا مسلمات وجود القومية العربية.

         ومواجهة اتفاقات كامب ديفيد ونتائجها تنطلق من اعادة التعامل مع الصراع العربي الصهيوني الى طريقه السليم اي صراع وجود ليس صراع حدود.

         الا ان التسوية مع العدو الصهيوني على الجبهة الجنوبية لا تشكل الا مظهرا ثانويا من مظاهر الصراع العربي الصهيوني لان المظهر الاساسي يبقى متمثلا بالقوى التي أفرزتها عملية بلورة التسوية المطروحة شكلا ومضمونا. اذ أن هذه القوى  وقفت بحزم في وجه اتفاقات كامب ديفيد التي مثلت شكل التسوية

<2>