إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان لجنة الدفاع عن البراق الشريف
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 949 1، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 385 - 389"

        وفي الناحية من القسم الغربي من هذا السور مكان له قيمة عظمى عند المسلمين لما أنه موضع البراق الشريف نسبة إلى براق النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الإسراء. فكان له منهم عناية خاصة إذ حبسوا ما يحيط ويتصل به أوقافا على المسلمين وعلى زاوية الشيخ الإمام العالم العارف أبي مدين شعيب بن الشيخ المجاهد العالم أبي عبد الله محمد بن أبي مدين شعيب المغربي قدس الله سره. وأنشئت هنالك منازل الوقف متراصة بحيث احاط المسلمون سكانها بمكان البراق الشريف من الخارج إحاطة مؤدية إلى حراسته. وقد بلغ من تراص هذه المنازل حول هذا المكان الذي هو جدار الحرم الغربي إن جدار الحرم وبقية أبنية هذا الوقف استعمل ممرا ليسلك منه السكان المسلمون إلى منازلهم.

        هذا الممر الخاص الموقوف وقفا إسلاميا لم يمانع المسلمون فيما مضى الزائرين والسائحين على اختلاف طوائفهم وأديانهم وفي جملتهم اليهود من الوقوف فيه للنظر إلى تلك الناحية التاريخية الأثرية من الخارج.

        غير أن اليهود أخذوا تدريجا يقبلون هذه الزيارة العادية إلى مراسم دينية الأمر الذي انتبه إليه المسلمون في حينه وأخذوا يقفون دون أية محاولة من هؤلاء الطامعين يخرجون بها عن حدود الزيارة العادية.

مطامع اليهود ومحاولاتهم قبل الاحتلال:
        يرمي اليهود منذ أمد بعيد إلى غاية رهيبة هي انتزاع المسجد الاقصى من يد المسلمين بزعم أنه "الهيكل" ولكنهم لم يكونوا يصرحون بهذا قبلا لأن البلاد المقدسة كانت في حراسة المسلمين أنفسهم وإنما كانوا يحاولون من آن لآخر اغفال ذوي الشأن والاستفادة من إباحة الوقوف خلف الجدار المذكور ليمنحوا تساهلاً أوسع.

        ولكن هذه المحاولات لم تكن تجديهم نفعا رغم ما كانوا يتوسلون به من شتى الوسائل وخصوصا في عهد الحكومة العثمانية. فقد دأب زعماؤهم وكبراؤهم على التوسل إليها بمختلف الطرق وبألوان من المطالب التي قد تخفى تحتها تلك الغاية من تأسيس حق لهم في ذلك المكان الإسلامي المقدس يكون خطوة في سبيل تحقيق مطامعهم الرهيبة فكانوا يحاولون حينا أن يصحبوا معهم كراسي ومقاعد يجلسون عليها وحينا آخر يحاولون وضع موائد ومصابيح وغيرها.

        غير أن ولاة الأمور حينذاك كانوا يحظرون عليهم ذلك ويقمعونه بشدة و يمنعونهم من أن يتجاوزوا الزيارة العادية بوضعها وشكلها إلى أيسر يسير كما ظهر ذلك من الوثائق ومن قرارات "مجالس إدارة اللواء" في زمن الحكومة العثمانية.

محاولات اليهود بعد الاحتلال البريطاني:
         لم يكن فشل اليهود المتكرر في عهد السلطات الإسلامية ليقلع بهم عن تلك المطامع الرهيبة ولكنها خبت في نفوسهم كما تخبو النار تحت الرماد.

        فما أن كان الاحتلال وما أن منحوا الوعد البريطاني بالوطن القومي اليهودي بفلسطين حتى تطاير ذلك الرماد وعادت تلك المطامع تتأجج وظهر لهيبها على ألسنة زعمائهم وغوغوائهم في جميع العالم فأخذوا يعلنون ما كتموا متخذين من الاحتلال والوعد بالوطن القومى قوة ظنوها كافية لتحملهم على الاستهانة بالرأي العام الإسلامي

<2>