إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) بيان لجنة الدفاع عن البراق الشريف
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 949 1، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 385 - 389"

غير حاسبين لتحديهم أربعمائة مليون من المسلمين فى أولى قبلتيهم وثالث مساجدهم "المسجد الأقصى المبارك" أي حساب فقد قال أحد كبار زعمائهم السر الفردموند في مقال له "إن اليوم الذي سيعاد فيه بناء الهيكل أضحى قريبا جدا وإنني سأكرس بقية حياتي لبناء هيكل عظيم مكان المسجد الأقصى".

        وقال أحد زعمائهم أيضا - زنكويل - "وما على المسلمين إلا أن يرحلوا إلى أرض غير هذه الأرض" بل قد بلغ من غرورهم ومطامعهم أن أخذوا ينشرون ويوزعون صورا لبيت الله المقدس وقد علت أسواره الأعلام الصهيونية واستوى التاج اليهودي فوق القبة من صخرة الله المشرفة مكان الهلال.

        وإننا نثبت هنا إحدى هذه الصور - التي ينشرونها بين بني قومهم ناقلين إلى العربية ما كتب عليها بالعبرانية وقد صدرت بهذه العبارة "ينتظر جميع العالم فرج ربنا لإعادة شعبه إلى جبله المقدس".

        وقال أحد أقطابهم المستر بنتويش الذي يشغل بفلسطين منذ سنين حتى اليوم أكبر وظيفة فى العدلية والذي هو صاحب الكلمة العليا بل الكلمة الأخيرة في القضاء والتقنين والتشريع وهو من صميم الصهيونيين في مؤلف له مطبوع أثناء كلامه عن البراق الشريف ما نص ترجمته: "وأكبر محل ديني لاجتماع اليهود بالقدس هو "قوتل حمارابي" الحائط الغربي من الحرم أو الهيكل "إلى أن قال" وهو بحسب التقاليد جزء من هيكل سليمان وهو القسم الوحيد من الحرم والهيكل الذي يصل إليه اليهود "وإلى أن قال" وقد قال - زنكويل - حديثا: إن اليهودي عند المبكي (أى البراق الشريف) هو في نفسه أكثر إغراقا في الخيال من اليهودي السائر فى الشارع ولكن لا هذا ولا ذاك سيجدد بناء المبكى ولكن أبناء الجيل الذين سيقومون بهذا والذين يعتقدون أن العمل هو الصلاة الحقيقية ينزلون فى القدس ويسكنونها وهم ينتظرون قيام "كوروش" جديد وقيام "نحيما" جديد ليشقا الطريق في استعادة المكان المقدس الظاهر لليهودية" وقد فسر المستر بنتويش المكان المقدس بقوله: "والمكان المقدس على جبل موريا المعروف الآن بالحرم الشريف" (كذا). ووضع المستر بنتويش عند "كوروش" المارة هذه العلامة (1) ليعلق عليها في ذيل الصفحة ما يأتى:

        "(1) بعد كتابة هذه السطور بعدة أشهر ظهر تصريح كوروش الحديث في هذا العصر ممثلا بوعد الحكومة البريطانية الصادر في 2 نوفمبر سنة 1917 القائل بأن الحكومة البريطانية تبذل جهودها في إعادة بناء الوطن القومي اليهودي في فلسطين".

        فلينظر المسلمون إلى تفسير المستر بنتويش الحقوقي الكبير وعد بريطانيا بالوطن القومي لليهود وليقارنوا بين هذا التفسير وبين أشغال المستر - بنتويش - نفسه اليوم أكبر وظيفة في فلسطين من صلاحيتها سن القوانين ثم ليستعرضوا القوانين التي سنت إلى اليوم في فلسطين والتي من جملتها قانون نزع الملكية الذي جعلوه يشمل أوقاف المسلمين وليربطوا ذلك كله بطلب اليهود استملاك وقف أبى مدين الإسلامي المتصل بالبراق الشريف.

        وقد ظهرت بوادر هذه الفكرة الرهيبة في أول الاحتلال إذ حمل اليهود بعض كبار موظفي الحكومة المحتلة العسكرية حينئذ على السعى في إقناع المسلمين وإغرائهم على أن يستبدل اليهود بالدراهم وقف المسلمين هذا الذي ذكرنا ملاصقته للبراق

<3>