إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) بيان لجنة الدفاع عن البراق الشريف
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 949 1، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 385 - 389"

         رأى المسلمون هذه الحركة العنيفة فسارعوا إلى عقد عدة اجتماعات عامة في المساجد وخصوصا في المسجد الأقصى المبارك الذي تتعلق هذه القضية به للمشورة فيما يجب عمله ازاء الاعتداء الفظيع والمحاولة الرهيبة فشكلوا لجنة ممثلة لهم سموها لجنة الدفاع عن البراق الشريف وكلوا إليها أمر تنفيذ قراراتهم التي قرروها مجتمعين تحت قبة المسجد الأقصى بعد أن عاهدوا الله على الدفاع عن هذا المكان إلى النهاية. فقامت اللجنة بواجبها من مراجعة الحكومة والاحتجاج إليها وتطيير هذا النبأ المفزع إلى العالم الإسلامي صاحب المسجد الأقصى والمطالب بحراسته.

         هذا وقد أخذت وفود المسلمين من جميع أنحاء فلسطين تفد إلى القدس باسم الجمعيات والهيئات والأفراد معلنة استعدادها على الدفاع مادام فيها عرق ينبض وأمطرت البلاد جميعها الحكومة الفلسطينية بالبرقيات الكثيرة طالبة منها أن تحول دون ما ينجم عن اعتداء اليهود هذا من إثارة فتنة دينية عمياء في البلاد. كما أرسلت إلى المجلس الإسلامي الأعلى ولجنة الدفاع البرقيات والرسائل تطلب منهما الثبات في موقفهما الحازم وتعلن بأن المسلمين جميعهم من وراء العاملين على محافظة البراق الشريف وأنهم يؤيدونهم ويؤازرونهم بأموالهم وأنفسهم وجهودهم.

         وكذلك أخذت الهيئات الإسلامية في أنحاء فلسطين تقابل الحكومة محتجة بنفسها وحاملة مضابط الاحتجاج الموقع عليها من آلاف المسلمين الذين ظن اليهود أن تحديهم في مقدساتهم سهل هين.

         وظل المجلس الإسلامي الأعلى حازما في موقفه نائبا نيابة حسنة عن العالم الإسلامي في الدفاع شديد التمسك بحق المسلمين فى هذا المكان المقدس الذي هو جزء من المسجد الأقصى المبارك مراقبا بكل حذر موقف اليهود في البراق يوما فيوماً عاملا كلما رأى اعتداء على إزالته. وقد قابل المندوب السامي والحكومة مرارا بنفسه وبواسطة سكرتيره وموظفيه وأرسل كتب الاحتجاجات وأبرق إلى جلالة ملك الانجليز ووزارة المستعمرات وأعلن إلى الصحف في العالم الإسلامي والغربي عن هذا الحادث وما يجره اعتداء اليهود هذا من الفتن في البلاد المقدسة.

خطة الفلسطينيين:

         هذا وإن المسلمين بفلسطين الذين يعدون أنفسهم بالنيابة عن كافة المسلمين حراس المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الإسلامية في بلادهم سيظلون قائمين بواجبهم بكل استبسال وحزم إزاء ما وكل إليهم حراسته وسيظهرون بأنهم كانوا ولن يزالوا جديرين بأن يقفوا في الصف الأول لا يتقهقرون خطوة واحدة في سبيل الدفاع عن أولى القبلتين وثالث المساجد مع جدرانه التي هي جزء منه وما يحيط به من الأوقاف وغير ذلك من الأماكن الإسلامية المقدسة. وهم يطلبون من إخوانهم المسلمين حيثما كانوا وملوكهم وامرائهم وعامتهم أن يشدوا أزرهم ويعاضدوهم بكل ما يستطيعون فالمسجد الأقصى لهم جميعا ومكان البراق المقدس لهم كافة فليجعلوا من قواهم قوة واحدة تحرس بيوت الله ومن أصواتهم صوتا واحدا يرن في كل فضاء ويسمع كل أذن بأن المسلمين لن يتأخروا عن الدفاع عن مساجدهم.

         والله حافظ بيته وناصر جندهإن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم.


<5>