إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



(تابع) رسالة الملك الحسن الثاني العاهل المغربي إلى السيد أنور السادات الرئيس المصري بشأن قضية القدس
المصدر: "يوميات ووثائق الوحدة العربية 1980، مركز دراسات الوحدة العربية، بيروت، ط 1، 1981، ص 602"

المقدس الأعلى يحتم عليها الذوبان والانصهار في المصلحة العليا التي هي نصرة الإسلام وحماية كيانه ومقدساته ذلك ان الأوطان من اطر محدودة للسيادة. أما الإسلام فليس ديانة فقط ولكنه إطار خلقي للفضيلة والسلوك والحياة ولو لم نتصف في البداية بالأخلاق الإسلامية والهدى النبوي لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من علم وحضارة وتطور ومجد كمجموعة عربية.

         فخامة الأخ الرئيس

         إنني أناشدك الله كرئيس للجنة القدس وسليل من أسرى به من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى وباسم الماضي المشترك وبحق الدماء الزكية التي امتزجت على ارض المعركة وباسم الشعب المغربي وباسم المسلمين الصادقين في مشارق الأرض ومغاربها الذين عهدوا إلي بالدفاع عن القدس وباسم هذا كله أناشدك ان توقف هذا التحدي الإسرائيلي عند حده وذلك باتخاذ موقف حازم.

         ان العالم الإسلامي ينتظر من مصر ورئيسها رد فعل في مستوى دورها الإسلامي والإنساني في الماضي والحاضر، رد فعل يزيد العرب والمسلمين قوة على قوتهم ويمكننا جميعا من ان نعانق مصر وشعبها ورئيسها لان هذه القطيعة التي هي مبعث الم لكل مسلم ولكل عربي ليست في صالح مصر ولا في صالح القضية الفلسطينية المقدسة ولا في مصلحة تحرير القدس الشريف وباقي الأراضي العربية المحتلة.

         ولنا اليقين ان مصر المسلمة لن تخيب الآمال المعلقة عليها من طرف إخوانها المسلمين وبالأخص الذين لا يزالون أوفياء للتراث المشترك.

         وتفضلوا أيها الأخ الرئيس بقبول اطيب تحياتنا ودعواتنا لكم في هذا الشهر المبارك الميمون بالصحة والسعادة والتوفيق وللشعب المصري الشقيق باطراد التقدم والازدهار.

الحسن بن محمد بن يوسف
ملك المملكة المغربية


<2>