إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) ما كتبه هربرت صموئيل في مذكراته عن مصير فلسطين ووضع اليهود بها
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 391 - 396"

لديهم النفوذ الكافي والايطاليون كذلك وقد كان من المهم أن تؤسس الدولة الجديدة تحت رعاية أعظم البلاد تقدما والتي وجد اليهود أنفسهم يعيشون فيها.

         وإن إنشاء دولة جديدة من الأساس لهو مشروع على أعظم جانب من الجسامة وعلى الخصوص بالنظر إلى العناصر التي قد توجد بين سكان فلسطين الحاليين لكن شعوري أكد لى أن المشروع سيتم وأن نداء إلى جماعات اليهود في أنحاء العالم سيوفر دون شك مالا كافيا لشراء حقوق الأفراد القائمة هناك لوضع أسس الدولة. ومع إيجاد نظام للري وطرق وسكك حديدية وميناء سوف يصبح بالإمكان حتما تحسين موارد البلاد الاقتصادية بصورة ملحوظة إذا دخل إلى البلاد الناس الجديرون بالعمل واتخذت الاحتياطات لمقاومة إيجاد طائفة من صغار المتاجرين. وقد كان من رأيي أن الوقت لم يحن بعد لاتخاذ أي إجراء في هذه اللحظة لكن إذا تطورت الأحداث العسكرية إلى ما كنا نتوقع قبل مضى وقت طويل فإن بالإمكان جس نبض الحكومة الروسية ومن الأفضل أن يتم ذلك عن طريق غير رسمي.

         لقد قال لى جراى أن للفكرة دوما تأثيرا عاطفيا قويا عليه وأن الانجذاب التاريخي كان قوياً جدا. لقد كان موقف جراي مشجعا للاقتراح وإنه على استعداد للعمل من أجله إذا ما سنحت الفرصة. وإذا تقدمت فرنسا أو أي دولة أخرى باقتراحات بشأن سوريا فإن من المهم عدم الموافقة على أي مشروع قد يتعارض مع إيجاد الدولة اليهودية في فلسطين. وقد سألني عما إذا كنت أعتقد أن سوريا يجب أن تضم إلى فلسطين بحكم الضرورة فأجبته كلا إن الأمر على العكس فليس من حكمة الرأي إدخال أمكنة كبيروت ودمشق لأنها تحتوي على عدد كبير من السكان غير اليهود الذين لا يمكن تمثلهم وسألني عددا من الأسئلة تتعلق بأحوال فلسطين الاقتصادية. وقد ذكرت أن أمرين اثنين يعتبرون جوهريين - أن الدولة يجب أن تكون محايدة من حيث أنها لا تستطيع أن تكون كبيرة بالقدر الذي يمكنها من الدفاع عن نفسها وإنه يجب ضمان حرية وصول الحجاج المسيحيين وقلت أيضا إنه سيكون هنالك نفع عظيم إذا ضمت بقية سوريا إلى فرنسا إذ أنه أجدى للدولة اليهودية أن تكون لها جارة أوروبية من أن تكون تلك الدولة تركيا.

         ولقد سنحت لي فرصة اليوم جرى فيها حديث موجز مع لويد جورج في نفس الموضوع. لقد أشار في مجلس الوزراء إلى مصير فلسطين النهائي وقال لي إنه مشتاق جدا لأن يرى دولة يهودية قد أنشئت هناك.

         وبعد أسابيع قلائل وضعت الأفكار التي شرحتها إلى جراى بمشروع مذكرة إلى الوزارة وبعد أن قدمت موجزا بالوقائع وناقشت التغيرات الممكنة التي تطرأ على مستقبل فلسطين ختمت المذكرة بأن ضم فلسطين إلى الإمبراطورية البريطانية مع تشجيع الاستعمار اليهودي والتقدم الثقافي عمليا هو أحسن حل وأن الفقرات الأخيرة كانت نوعا من الختام البلاغي وإني لم أوزع هذه المذكرة على كل حال بل أرسلت في أول فرصة نسخا عنها إلى رئيس الوزراء وإلى اثنين أو ثلاثة من الزملاء لكن الاقتراح لم يجد صدى لدى اسكويت ذي الطبيعة الخاصة فعندما ظهرت "ذكرياته" بعد سنة وجدت هذه الملاحظة المسلية كتبت فى ذلك الوقت:

<3>