إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) ما كتبه هربرت صموئيل في مذكراته عن مصير فلسطين ووضع اليهود بها
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 391 - 396"

28 يناير سنة 1915:

          لقد تلقيت الآن من هربرت صمويل مذكرة عنوانها "مستقبل فلسطين" ذهب يجادل بها بكثير من التطويل وببعض الحماس تأييدا لضم فلسطين إلى بريطانيا البلد الذي بحجم ويلز الكثير منه جبال قاحلة وبعضه لا ماء فيه. وهو يعتقد أن بإمكاننا أن نقيم في هذا البلد الذي لا يرجى منه الخير الكثير لما يقرب من ثلاثة أو أربعة ملايين من اليهود الأوروبي وإن هذا العمل سيكون له تأثير طيب على اليهود الذين بقوا خارج فلسطين وهذه المذكرة لدى قراءتها تشبه إلى حد كبير طبعة جديدة من "تانكرد" أخرجت للحياة من جديد. وإنى أعترف بأن هذا الاقتراح القاضي بإضافة مسئوليات علينا لا يستهويني لكنه تفسير غريب لقول دزرائيلي المأثور المحبب إليه "الجنس هو كل شيء".

          وأن يجد هذا القول اصداء غنائية تصدر عن عقل هربرت صمويل الذي عرف عنه التنظيم والتنسيق.

          وفي شهر مارس وزعت المذكرة بصيغة منقحة حيث أسهبت في بعض فقراتها وركزت الأخرى وأهملت الجمل البلاغية وقد تناولت المذكرة التغيرات الممكنة تحت عناوين خمسة:

 

(أ)

الضم من قبل فرنسا.

 

(ب)

إبقاء فلسطين تركية.

 

(جـ)

تدويلها.

 

(د)

انشاء دولة يهودية مستقلة.

 

(هـ)

فرض حماية بريطانية مع تشجيع استقرار اليهود. وقد أيدت البند الأخير ودافعت عنه.

          وقد سجل اسكويث تعليقا آخر:

13 مارس سنة 1915:

          "أظن أنني كنت أشرت إلى مذكرة هربرت صمويل المغرقة في الحماس والتي تلح على أنه لدى فصل أملاك تركيا الآسيوية علينا أن نأخذ فلسطين وأن نحشد فيها في وقت معين جميع اليهود المشتتين في أنحاء الأرض حيث يتاح لهم الحصول على الحكم الذاتي في الوقت المناسب. ومما يدعو إلى الغرابة حقا أن المؤيد الوحيد الآخر لهذا الاقتراح هو لويد جورج الذي لا حاجة بي إلى القول بأنه لا يهتم مثقال ذرة لليهود أو ماضيهم أو مستقبلهم بل يعتقد أن الأماكن المقدسة ستنتهك حرمتها إذا ماسمح لفرنسا الملحدة الاغنوسطية أن تتملكها أو أن تضعها تحت رقابتها".

          وهنا يدافع هربرت عن لويد جورج ويقول بأنه على العكس مما قال اسكويث يهتم في شئون اليهود ويقارن بين عقلية الشخصيتين اسكويث، العملى، الحذر، المنمق، ولويد جورج الخيالي والمغامر. ثم يستطرد قائلا ومن بين الأشخاص الذين أرسلت إليهم المذكرة في صيغتها الأصلية لويد جورج وقد اطلع ردنغ عليها فكتب لي الأخير في الخامس من شهر فبراير سنة 1915 قائلا:

<4>