إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


           



(تابع) ما كتبه هربرت صموئيل في مذكراته عن مصير فلسطين ووضع اليهود بها
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الارشاد القومي، ج 1، ص 391 - 396"

         إني حادثت لويد جورج حول الموضوع قبل سفره إلى باريس وهو بالتأكيد يميل إلى ناحية التأييد وأن اقتراحك آثار النواحي الشعرية والخيالية في تفكيره وكذلك الناحية الرومانتيكية والدينية.

         وفي الخامس من شهر فبراير - عقدت حديثا ثانيا مع جراى وهذا ما دونته عنه في مفكرتي:

         أنه لا يزال مهتما بإيجاد حل للمسألة على وجه يتفق والآراء الصهيونية ولكنه يرتاب كثيراً في الإمكانية أو الرغبة في إنشاء حماية بريطانية إنه لا يعرف وجهة نظر الحكومة الفرنسية وكان على الأصح ميالا لجس نبضها وقد أشرت على أي حال بأنه بفعله هذا سيفتح مسألة التصرف بالأملاك بعد الحرب على مصراعيها وأن التصرف في فلسطين لا يمكن أن يبحث دون أن تثار أيضا مسألة شمالي سوريا ومن المحتمل مستعمرات شمال أفريقيا ولا يميل جراي إلى تحمل الامبراطورية البريطانية مسئوليات عسكرية وديبلوماسية جديدة تتورط فيها بسبب هذا التوسع في الحدود. وعندما سألته عما يرتئيه من حل قال قد يمكن جعل البلد محايدا في ظل ضمانة دولية ووضع الرقابة على الأماكن المقدسة في أيدي لجنة تمثل الحكومات الاوروبية والبابا وربما الولايات المتحدة وأن تخول حكومة البلاد إيجاد نوع من مجلس شورى لليهود وقد أعربت عن ارتيابي عما إذا كان السكان العرب وهم يؤلفون خمسة اسداس السكان يوافقون على مثل هذه لحكومة. فقال جراي قد يكون في بقاء السيادة التركية إذا وجدت ضرورة لذلك حلا آخر لتأسيس حكومة قريبة الشبه نوعا بحكومة لبنان لكن الحاكم يعين من قبل الحكومات الأوروبية فأكدت له الخطر من وجود أي دولة غير انجلترا تتصرف بفلسطين وما في إقامة إدارة دولية من مجازفة قد تنتهي بسيادة إحدى الدول الأوروبية وأوضحت لو أن ألمانيا امتلكت فلسطين قبل اندلاع نيران هذه الحرب لاستطاعت أن تشن هجوما مخيفا على مصر فوافق على ذلك.

         إن الدكتور وايزمان الذي كان منذ سنوات استاذا معيدا للكيمياء في جامعة مانشستر قد تعرف هناك بالمستر بلفور وكان إذ ذاك أحد أعضاء مجلس النواب ممثلا للمدينة وفي سياق كتاب أرسله إلى من مدينة مانشستر مؤرخا 21 مارس سنة 1915 قال "لقد سنحت لي فرصة للحديث إلى مستر بلفور وسيساعدنا إذا كانت الأمور قد وضحت بالنسبة لفرنسا" وهكذا بدأ الاتصال بين بلفور والصهيونية وساده الاهتمام والحماس حتى نهاية حياته وكان مقدرا له أن تكون له نتائج تاريخه.

         لقد تبلورت الآراء في ناحية إيجاد نوع من الحماية البريطانية وكلما ازداد المرء ارتياحا للموضوع أصبحت فكرة الدولة اليهودية غير عملية، قد توجد الدولة في المستقبل ومع مجريات الأحداث ولكن طالما كانت الأكثرية العظمى من السكان من العرب فإنشاء الدولة خارج عن الموضوع. وإن في فرض حكومة من الأقلية اليهودية إخلالا صريحا بأحد الأهداف الرئيسية لا التي أعلن الحلفاء أنهم يحاربون من أجلها وفي نفس الوقت ليس من الضرورى أن نقبل الوضع بأن السكان الحاليين قلائل كما هي الحال يجب أن يكون لهم الحق في سد الباب أمام عودة الشعب الذي سبقت علاقته بالبلاد علاقتهم هم خصوصا وأن علاقة اليهود بالبلاد قد انتجت أحداثا روحية وثقافية ذات قيمة للبشرية بشكل يلفت النظر بمقارنته بالتاريخ المقفر للألف سنة الماضية

<5>