إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء


       



من كتاب "المحاولة والخطأ"
"ملف وثائق فلسطين من عام 637 إلى عام 1949، وزارة الإرشاد القومي، ج 1، ص 467 - 477"

من كتاب "المحاولة والخطأ"
لحاييم وايزمان

        لا أستطيع أن أفي خدمات سايكس حقها من القول، فهو الذي أرشدنا في عملنا إلى مداخل ومخارج أبعد مدى في صبغتها الرسمية، لقد كان يتبع سكرتارية وزارة الحرب التي ضمت بين رجالها ليوبولد إمري، أورمسبي غور رونالد استورس، ولولا المشورة التي كان يقدمها لنا رجال من أمثال سايكس ولورد روبرت سيسيل في وقت لم تكن لنا خبرة في المفاوضات الديبلوماسية الدقيقة لارتكبنا دون شك أخطاء خطرة كثيرة. وإن الحاجة لمثل هذه المشورة ستبدو واضحة عندما أتناول بالبحث التعقيدات التي أحاطت بالموقف في الشرق الأدنى في ذلك الوقت. لقد أبدى سير رونالد جراهام الذي كان كبير الموظفين في وزارة الخارجية اهتماما عظيما في عملنا وكان راغبا في أن يرى شيئا يعمل للشعب اليهودي، لكنه كان أهدأ طبعا وأقل خيالا من سايكس ولم يكن له حماسه ومزاجه الحاد ولا أعرف مدى العمق الذي لازم عطفه، لكن كان لمساعدته شأن كبير في إصدار وعد بلفور .. أما ليوبولد امري فهو ذو كفايات عالية وكان أخيرا وزيرا للمستعمرات وقد أخذ مبادئه الاستعمارية التوسعية المستنيرة عن ملنر وكان هو الأوسع أفقا في هذه الجماعة. لقد تحققت أهمية فلسطين اليهودية في تنسيق شئون بريطانيا الاستعمارية أكثر من أي واحد آخر وكان بعيد النظر جدا في الامور الجوهرية الدقيقة من الحركة الصهيونية وقد وهبنا شجاعة غير مشوبة وتأييدا.

        لقد أخذت أعتقد تدريجيا حتى قبل أن أقيم في لندن - أي قبل أن توجد هذه الشبكة من العلاقات وتكتمل - إن فترة حاسمة كانت تقترب ففي ربيع سنة 1916 زرت صهيوني مانشستر مجتمعين في غرفة صغيرة في شتام هل، وبسطت الموقف بين أيديهم، وانبأتهم عن أحاديثي مع ادموند - دي روتشيلد، وأحدهما عام وهربرت صمويل، وفي الدرجة الأولى مع الساسة البريطانيين، ثم ذهبت إلى لندن مؤيدا من صهيوني مانشستر وهناك حادثت رئيس الاتحاد الصمهيوني الانكليزى وقررنا كخطوة أولى أن ننشر كتابا صغيرا عن الصهيونية لأنه لم يكن هناك عدا النشرات القديمة وبعص تقارير عن المؤتمر وما يمكن وضعه بين أيدي الساسة من الانكليز.

        ان العقبة التي كانت تقف في سبيل الخطوة الأولى هي المال فقد كان صندوقنا خاويا تماما وكان علي أن أسافر إلى باريس واسأل البارون ادموند مالا. لقد عطف على الفكرة وأعطاني مائتين وخمسين جنيها سلمتها إلى ليون سيمون الذي عهد إليه بإخراج الكتاب. وقد ظهر الكتاب فعلا بعنوان "الصهيونية والمستقبل اليهودي" واشترك في تحريره عدد كبير من الرجال وأنا كتبت المقدمة. لقد كان كتابا صغيرا

<1>